تفاقمت حدة الأمور بين أكبر اقتصادين حول العالم ما ألقى بظلاله على الأصول المالية حول العالم اليوم الإثنين.
ودفع الهبوط في قيمة عملة الصين لمستويات هي الأدنى في ما يزيد عن عقد من الزمن المستثمرين بالأسواق المالية العالمية للتوجه نحو الأصول الآمنة في مسعى للتحوط من عدم اليقين الحالي.
وطلبت الحكومة الصينية من الشركات المملوكة لها تعليق وارداتها من المنتجات الزراعية الأميركية، بحسب تقارير إعلامية.
كما سمح بنك الشعب الصيني لمتوسط نطاق تداول العملة بالهبوط إلى 6.9225 يوان لكل دولار في أضعف مستوياته منذ ديسمبر كانون الأول لعام 2018.
وتسبب ذلك في تجاوز الدولار الأميركي حاجز الـ7 يوانات صينية للمرة الأولى منذ عام 2008.
وتأتي الردود الانتقامية من جانب الصين على خلفية التهديد الأميركي في الأسبوع الماضي بفرض رسوم جمركية على سلع صينية بقيمة 300 مليار دولار بدايةً من الشهر المقبل.
وابتعد المستثمرون عن حيازة الأصول الخطرة مثل الأسهم وسط التوترات التجارية المتنامية من جديد بين الجانبين على الرغم من الهدنة المعلنة على هامش قمة مجموعة دول العشرين في شهر يونيو حزيران الماضي.
وتراجع مؤشر نيكي الياباني بنحو 1.7 في المئة في ختام جلسة اليوم مسجلاً أدنى إغلاق في شهرين.
كما هبطت مؤشرات الأسهم الأوروبية في مستهل تعاملات اليوم بأكثر من 1 في المئة مع وجود غالبية القطاعات داخل النطاق الأحمر.
وبحلول الساعة 12:45 ظهراً بتوقيت بيروت، تراجع مؤشر "ستوكس 600" بنسبة 1.8 في المئة مسجلاً 371.2 نقطة.
وتشير العقود المستقبلية لـ وول ستريت إلى أن مؤشر داو جونز سوف يبدأ التداولات بخسائر 328 نقطة مع هبوط بنحو 1.3 و1.7 في المئة على الترتيب في مؤشر "ستاندرد آند بورز 500" و"ناسداك".
وفي الأوقات التي تشهد ارتفاعاً في حالة عدم اليقين التجاري فإن الجميع يتهافت نحو الأصول الآمنة وعلى رأسها السندات الحكومية ما يدفع العائد على تلك الديون للهبوط مع وجود علاقة عكسية بينهما.
وخلال نفس التوقيت، تراجع العائد على سندات الخزانة الأمريكية لآجل 10 سنوان إلى 1.772 بالمائة كما هبط العائد على الديون الألمانية لنفس الآجل إلى -0.510 في المئة.
وسجل كذلك العائد على ديون الحكومة البريطانية مستحقة السداد بعد 10 سنوات أدنى مستوى على الإطلاق قبل أن يقلص الهبوط قليلاً عند 0.515 في المئة.
كما يلجأ المستثمرون إلى معدن الذهب كأحد الملاذات الآمنة، حيث حقق مكاسب تصل إلى 18 دولاراً في التعاملات الفورية بعدما وصل إلى أعلى مستوياته منذ منتصف عام 2013.
وخلال نفس التوقيت، ارتفع سعر العقود الآجلة للذهب تسليم شهر ديسمبر/كانون الأول بنحو 1 بالمائة أو 14.70 دولار ليصل إلى 1472.20 دولار للأوقية.
كما زاد سعر التسليم الفوري للمعدن الأصفر بنسبة تزيد عن 1.2 في المئة أو ما يعادل 17.92 دولار مسجلاً 1458.75 دولار للأونصة.
وتراجع اليوان الصيني بأكثر من 1.4 في المئة أمام الدولار الأمريكي اليوم مسجلاً 7.0406 يوان لكل دولار.
وفي الوقت نفسه سيطرت الخسائر على العملات الآسيوية، لتنخفض الروبية الهندية بنحو 1.5 في المئة مسجلة أكبر وتيرة هبوط في العام الحالي، حيث ارتفع الدولار إلى 70.6413 روبية.
وشهدت عملة كوريا الجنوبية خسائر بنسبة مماثلة 1.5 في المئة أمام الورقة الخضراء ليرتفع الدولار إلى 1215.3 وون، ليكون عند أدنى مستوى منذ مارس آذار 2016.
ومع اعتبار الين الياباني والفرنك السويسري كعملات للملاذ الآمن، فإن المكاسب المحلوظة صاحبت العملتين في تعاملات اليوم.
وارتفع الين الياباني أمام الدولار بنسبة 0.5 في المئة لتهبط العملة الأميركية إلى 106.06 ين.
كما صعد الفرنك السويسري مقابل الورقة الخضراء بأكثر من 0.8 في المئة ليتراجع الدولار إلى 0.9742 فرنك.
ورغم أن الورقة الخضراء كان ينظر إليها كأحد عملات الملاذ الآمن في أوقات التوترات التجارية إلا أن مؤشر الدولار الرئيسي والذي يتبع أداء الورقة الأميركية مقابل 6 عملات رئيسية تراجع بنحو 0.4 في المئة مسجلاً 97.680.
وعلى صعيد آخر، تسببت الانتكاسة في الأوضاع التجارية في تراجع أسعار النفط بأكثر من 1 في المئة على خلفية المخاوف من تأثر الطلب على الخام سلباً.
وتراجع سعر العقود الآجلة لخامي برنت ونايمكس تسليم شهر أكتوبر تشرين الأول وسبتمبر أيلول بنحو 1.2 و1 في المئة على الترتيب ليسجلا 55.09 و61.17 دولار للبرميل.