يترقب المستثمرون حول العالم اليوم إعلان الرئيس دونالد ترامب، فرض رسوم جمركية بقيمة عشرات المليارات من الدولارات على بعض المنتجات الصينية القادمة إلى الولايات المتحدة.
وأشارت تقارير صحفية اليوم الخميس إلى أن ترامب يعتزم فرض تعريفات جمركية على المنتجات الصينية بقيمة 50 مليار دولار، عقاباً لبكين على انتهاكها حقوق الملكية الفكرية الأميركية وسرقة التكنولوجيا والوظائف من الولايات المتحدة.
ما أهمية الإعلان؟
يرجع تقرير لـ"سي إن إن موني" أهمية هذه الخطوة إلى أربع نقاط، أولها بدء تحول الخطاب القاسي لإدارة ترامب حول التجارة إلى أفعال حقيقية، وثانياً، تسببها في ارتفاع أسعار المستهلكين في أميركا نظراً لطلب المواطنين القوي على المنتجات الصينية.
ثالثاً تحذير المسؤولين الصينيين من أنهم سيردون بفرض تعريفات جمركية على صادرات أميركا إلى بلادهم، وأخيراً شعور المستثمرين وصناع القرار حول العالم بالقلق إزاء احتمال نشوب حرب تجارية بين البلدين ما قد يضعف الاقتصاد العالمي كثيراً.
ويقول مسؤولون في إدارة ترامب إن المخاوف من اندلاع حرب تجارية مبالغ فيها، وإن فرض الرسوم يرجع بشكل أساسي إلى التعهد الذي قطعه الرئيس على نفسه خلال الحملة الانتخابية باتخاذ موقف حازم تجاه الصين التي اتهمها بسرقة الوظائف الأميركية آنذاك.
ولكن كيف تراقب الصين الأمر؟
-
قال رئيس الحكومة الصينية، لي كه تشيانغ، الثلاثاء إن الحرب التجارية لن تفيد أحداً ولن يفوز بها أي طرف.
-
تستطيع الصين الضغط على الولايات المتحدة باستخدام أدوات عدة، فعلى سبيل المثال هي أحد كبار مشتري المحاصيل الزراعية الأميركية، بما في ذلك فول الصويا وبعض أنواع الذرة، ويمكن لبكين وضع تعريفة جمركية انتقامية على أي من هذه الواردات، أو ببساطة زيادة مشترياتها من منتجين آخرين مثل البرازيل والأرجنتين.
-
الصين هي أيضاً أكبر دائن للولايات المتحدة، حيث تفوق حيازتها من سندات الخزانة الأميركية ما تملكه أي دولة أخرى، وبدأت مؤخراً خفض هذه الحيازة، لكن المستثمرين لا يتوقعون أن تتخلص فجأة من هذه الديون.
إذاً كيف وصل الأمر إلى هذا الحد؟
-
في أغسطس آب، أطلقت الولايات المتحدة تحقيقاً في سرقة الصين للملكية الفكرية الأميركية في أعمال البرمجة وتطبيقات الجوالات الى جانب براءات الاختراع التكنولوجية.
-
نظراً لكون الاقتصاد الأميركي مدفوعاً بشكل كبير من قبل شركات التكنولوجيا، فإن وصول الصين إلى الملكية الفكرية لهذه الأعمال يعني النيل من القوة الحقيقية للولايات المتحدة.
-
ركزت واشنطن عن أربعة مزاعم للشركات الأميركية ضد الصين، وهي إجبارها على الدخول في شراكات مع كيانات محلية للسماح بوصولها إلى السوق الأكبر في العالم من حيث عدد المستهلكين، ومن ثم سرقة تقنياتها وإنهاء الشراكة.
-
تزعم واشنطن أيضاً أن جهود الشركات الصينية في سرقة الأسرار التكنولوجية الأميركية اعتمدت على التمويل الحكومي، إضافة إلى الهجمات الإلكترونية التي تشنها لاختراق الشبكات التجارية في الولايات المتحدة.
-
أما الادعاء الرابع لواشنطن فهو عدم منح الشركات الأميركية العاملة في الصين نفس الحقوق الممنوحة للشركات المحلية.
-
يتفق خبراء التجارة على نطاق واسع مع ما خلصت إليه تحقيقات الإدارة الأميركية، ويقولون إن تشخيص واشنطن للانتهاكات الصينية صحيح، لكن طريقة العلاج التي تنوي اتباعها محل خلاف.
أرقام