وافق مجلس الشيوخ الأمريكي بأغلبية بسيطة يوم السبت على تعديلات ضريبية، بما يقرِّب الجمهوريين والرئيس دونالد ترامب خطوة لهدفهم، المتمثل في خفض الضرائب على قطاع الأعمال والأغنياء، فيما ينصب تأثير التغييرات على المواطن الأمريكي العادي.
وفي أكبر تغيير يطبق على قوانين الضرائب الأمريكية منذ الثمانينات، يريد الجمهوريون إضافة 1.4 تريليون دولار على مدى عشر سنوات للدين القومي، الذي يبلغ 20 تريليونا، لتمويل تطبيق تعديلات يقولون إنها ستعزز الاقتصاد الذي يشهد نموا بالفعل.
وفي تصريحات للصحفيين لدى مغادرته البيت الأبيض متوجها إلى نيويورك بعد ساعات من التصويت الذي جرى قبل الفجر، أشاد ترامب بمجلس الشيوخ لتمريره إصلاحا ضريبيا ضخما، وقال إن الناس سيكونون سعداء جدا، مشيرا الى انه فور توصل كل من مجلس الشيوخ والنواب إلى نسخته التوافقية بشأن القانون، قد يخفض مشروع القانون الناتج عن هذا الضريبة على الشركات، من 35 بالمئة إلى 20 بالمئة. وقال انه من الممكن أن تكون 22 بالمئة عندما يخرج، ومن الممكن أيضا أن تكون 20 بالمئة.
وتشهد أسواق الأسهم الأمريكية ارتفاعا منذ أشهر على أمل أن تؤدي التعديلات التي تريد واشنطن تطبيقها إلى تخفيضات ضريبية كبيرة للشركات.
وتوقع الزعماء الجمهوريون، أثناء احتفالهم بتمرير المشروع، أن تشجع التخفيضات الضريبية الشركات الأمريكية على ضخ المزيد من الاستثمارات ودفع النمو الاقتصادي.
واعتبر ميتش مكونيل وهو زعيم الجمهوريين في مجلس الشيوخ ان هناك فرصة الآن كي نجعل أمريكا أكثر قدرة على المنافسة ونحافظ على فرص العمل من الانتقال للخارج ونخفف العبء كثيرا عن كاهل الطبقة المتوسطة.
وجاء إقرار مشروع القانون بتأييد 51 صوتا مقابل 49 صوتا معارضا. وشكا الديمقراطيون من صياغة تعديلات طرأت على مشروع القانون في اللحظات الأخيرة لكسب تأييد جمهوريين كانوا متشككين فيه، وقالوا إنه عرضة للتلاعب في المستقبل.
وقال تشاك شومر زعيم الديمقراطيين في مجلس الشيوخ، ان الجمهوريين تمكنوا من إجراء تعديلات على مشروع قانون سيء لجعله أسوأ، في جنح الظلام وبعجلة كبيرة تم إدخال سلسلة تغييرات في اللحظات الأخيرة، من شأنها أن تضخ المزيد من المال في جيوب الأغنياء والشركات الكبرى.
ولم يصوت أي ديمقراطي لصالح مشروع القانون، لكن الديمقراطيين لم يتمكنوا من عرقلة مشروع القانون لتمتع الجمهوريين بأغلبية 52 عضوا مقابل 48 عضوا ديمقراطيا في مجلس الشيوخ.
ومن المرجح أن تبدأ محادثات هذا الأسبوع بين مجلسي الشيوخ والنواب الذي أقر بالفعل نسخته الخاصة بمشروع قانون الضرائب للخروج بمشروع قانون توافقي.
ويريد ترامب أن يحدث هذا قبل نهاية العام بما يمكنه هو والجمهوريين من تسجيل أول إنجاز تشريعي كبير في عام 2017 رغم هيمنتهم على البيت الأبيض ومجلسي الشيوخ والنواب منذ توليه الرئاسة في يناير كانون الثاني.
وكان السناتور بوب كوركر، وهو واحد من الجمهوريين القلائل المتبقين الذين تعهدوا في وقت سابق بمعارضة أي مشروع قانون يزيد عجز الموازنة الاتحادية، الوحيد الذي لم يصوت لصالح مشروع القانون وقال لم أتمكن من تجاهل مخاوفي المالية والتصويت لصالح القانون... الذي يمكن أن يزيد من أعباء الدين على الأجيال القادمة.
ووفقا لمشروع القانون، ستخفض الضرائب على الشركات إلى 20 بالمئة بدلا من 35 بالمئة فيما ستعفى أرباح الشركات التي تتخذ من الولايات المتحدة مقرا لها وتجنيها من أنشطتها في الخارج من جزء كبير من الضرائب وهي تغييرات تسعى لها جماعات الضغط في قطاع الأعمال منذ سنوات.
ويرى ترامب والجمهوريون أن هذا الإصلاح الضريبي مهم لفرصهم في انتخابات التجديد النصفي في نوفمبر تشرين الثاني 2018 عندما يتعين عليهم الدفاع عن أغلبيتهم في الكونجرس.
نقلا عن رويترز