برعاية وزير الإتصالات جمال الجراح، أطلقت شركة ألفا، بإدارة أوراسكوم للإتصالات، بالتعاون مع الجمعية الفرنكوفونيّة للمرضى النفسيّين (AFMM) مبادرة توعوية حول ماهية الصحة النفسية وضرورة الإهتمام بهذا الجانب كجزء لا يتجزأ من الصحة العامة.
وأُطلقت المبادرة ضمن برنامج "ألفا من أجل الحياة" وتزامنا مع اليوم العالمي للتوعية حول الصحة النفسية في مؤتمر صحفي عقد في كليّة الطب في جامعة القديس يوسف تخلله عرض ستة أفلام توعوية تم انتاجها ضمن هذ الحملة تناولت أمراضا نفسية شائعة وتطرقت إلى سبل الوقاية والعلاج، وذلك بحضور رئيس مجلس إدارة شركة ألفا ومديرها العام المهندس مروان الحايك ورئيس الجمعيّة الفرنكوفونيّة للمرضى النفسيين الدكتور سامي ريشا ونائب رئيس الجامعة اليسوعية الأب ميشال شوور والهيئة الإدارية في ألفا وفريق العمل وحشد من الإعلاميين والمهتمين.
بداية، كانت كلمة للدكتور ريشا الذي أشار الى ان شركة ألفا، تساعد وللسنة الثانية الجمعيّة الفرنكوفونيّة للمرضى النفسيين، حيث ساعدتها العام الماضي بتأهيل قسم الطب النفسي في مستشفى أوتيل ديو.
ولفت إلى ان الجمعية قررت هذا العام إقامة الحملة بمشاركة شركة ألفا، وذلك باطلاق ستة أفلام عن بعض الأمراض النفسيّة وعن الأدوية النفسيّة التي يتم استعمالها في الطبّ النفسيّ للوقاية. وأشار إلى أن هذه الحملة، التي تشمل المستوى الاجتماعي والطبيّ تهدف إلى تجنيب العديد من الناس النتائج السلبيّة للأمراض النفسيّة غير المعالجة والتي تؤدي أحياناً الى الانتحار أوالموت.
ثم كانت كلمة المهندس الحايك الذي لفت إلى أنّ الأمراض النفسية منتشرة بشكل واسع إذ بينت الدراسات بأن شخصاً من أصل خمسة معرض أن يعاني من حالة نفسية معينة إذا تم تشخيصه وهو رقم كبير جدا، وهو معرض للإزدياد مع ضغوطات الحياة وبالأخص الضغط المادي الذي نعيشه جميعا والذي قد يؤدي بالشخص الى الانتحار في بعض الحالات.
وأشار الى أن شراكة ألفا مع الجمعيّة الفرنكوفونيّة للمرضى النفسيين هو لإيماننا بدورها ولأنها تتمتع بمصداقية عالية وتسعى الى مساعدة الناس في مجتمعنا الصغير. أما الشق الثاني الذي قد يُفاجئ البعض، فهو شق تجاري، إذ تشير الدراسات إلى أنه إذا اهتم أرباب العمل بالصحة النفسية للموظفين، فهم قادرون على توفير فاتورة سنوية اجمالية على صعيد عالمي تساوي 225 مليار دولار سببها الأمراض النفسية. ولفت إلى أنه وبحسب نتائج هذه الدراسات التي صدرت بعد بحث معمق بدأ عام 2003، فإنّ الموظف الحاضر جسديا والغائب ذهنيا (Presenteeism) يكبد الشركة خسارة تساوي ١٦٠٠ دولار في السنة للموظف الواحد.
وأضاف حايك، انه وبحسب هذه الدراسات، فالموظف الذي يتغيب عن العمل، يستأثر بــ20 بالمئة من الخسارة الإجمالية او الكلفة الإضافية الاجمالية التي تتكبدها الشركات لقاء ساعات عمل غير منتجة وغير مربحة فيما الموظف الذي يتغيب ذهنيا ويكون حاضرا جسديا، فهو يستأثر بــ ٨٠ بالمئة من هذه الخسارة اذ أنه لا يؤدي العمل بالشكل المطلوب لا بل يؤديه بشكل خاطىء فيعطي نتائج عكسية.
ولفت إلى أنه إذا احتُسبت هذه الخسارة على المجموع، على سبيل المثال، في شركة كألفا، مؤلفة من ١٠٠٠ موظف، فتصل القيمة الإجمالية للكلفة الإضافية التي قد نتكبدها كشركة لقاء ساعات عمل غير منتجة وغير مربحة الى مليون و٦٠٠ ألف دولار سنويا وهي كلفة كبيرة وتعتبر بمثابة الخسارة.
واضاف حايك انه من هنا تأتي أهمية الإضاءة على المرض النفسي وتشخيصه، مشيرا إلى أن التشخيص مهم جدا، إذ أن الموظف الذي يعاني من حالة نفسية معينة ولم يتم تشخيصه يكلف الشركة أربع مرات أكثر من الشخص الذي يعاني من حالة نفسية وتم تشخيصه.
ولفت إلى أنّ دور أرباب العمل خلق البيئة المناسبة لفريق العمل وهو ما ينعكس على المجتمع والشركة ويضاعف الانتاجية.
واختتم اللقاء بعرض فيلم "داليدا" السينمائي من إخراج وتأليف ليزا أزويلوس عن مرض الإكتئاب.