تصدر خبر فرار اخطر "بارون" مخدرات خواكيم غوزمان، من سجن مكسيكي، عنواين مواقع و محطات الاخبار العالمية في اليومين الماضيين. فغوزمان المعروف بلقب El Chapo أو القصير، هو من عرضت الولايات المتحدة مكافأة قيمتها 5 ملايين دولار لمن يقودها إليه، في حين عرضت المكسيك مكافأة قيمتها 30 مليون دولار.
وتم اعتقاله ووضعه في السجن عام 1993 الى حين فراره في 2001 ، وبعدها امتهن إغراق أميركا بالمخدرات طوال 12 سنة، فذاع صيته عالميا، ووصفته سلطات مدينة شيكاغو في 2013 بعدوها العلني .
ثم تمكنت السلطات المكسيكية من اعتقاله في شباط فبراير 2014، في عملية ما زالت معظم تفاصيلها مجهولة، ليعود ويهرب من جديد في عملية اشبهه بتلك الموجودة بالقصص البوليسية.
مفوض لجنة الأمن القومي في المكسيك، شرح في مؤتمر صحافي ، أن غوزمان فرّ عبر نفق امتد 1.5 كيلومتر من زنزانته الانفرادية التي كان فيها، إلى بناء قديم خارج السجن، ومنه اختفى أثره.
وبحسب لقطات كاميرات المراقبة الموجودة في السجن، فقد ظهر El Chapo وهو يدخل المنطقة المخصصة للاستحمام الساعة 8.52 مساء السبت، ثم طال غيابه أكثر مما ينبغي، فهرع حراس زنزانته في سجن Altiplano للبحث عنه فيها، لكنهم وجدوها خالية، وسريعاً أعلنوا حالة طوارئ، وعلقوا كل الرحلات الجوية من مطار مدينة "تولكا" القريب.
وقالت وسائل الإعلام المكسيكية، نقلا دائما عن مصادر رسمية، ان النفق تم حفره بعمق 10 أمتار تحت الأرض، بعرض 70 سنتيمتر وارتفاع 1.5 متر، وفي بعض مراحله وصل العرض إلى متر والارتفاع الى أكثر من مترين، علما أن طول غوزمان هو 1.68 سنتيمترا. ولفتت وسائل الإعلام المكسيكية إلى ان El Chapo فرّ من مرحاض تم حفر أسفله ، لأنه المكان الوحيد الخالي من كاميرات المراقبة .
وبحسب التحقيقات الاولية فإن غوزمان تلقى مساعدة مهمة من داخل السجن الذي كان فيه، كما من خارجه أيضا، حيث تم نقل 18 موظفا وعاملا في السجن الى العاصمة "مكسيكو سيتي" لاستجوابهم ، سعياً لمعرفة من منهم ساعده على الفرار، عبر نفق تم استخدام معدات ضخمة وأجهزة وحفارات وشاحنات لنقل الركام منه وإتمامه. وتعتقد السطات المكسيكية، أن سيارات عدة كانت تنتظر El Chapo حين خروجه من النفق، ومعهم انتقل ربما إلى مكان ما حيث تم تهريبه بهليكوبتر ، لأن سكان المنطقة رأوا أضواء شبيهة بما يصدر عن الحوامات، ثم اختفت فجأة.