ويُنظر إلى هذه الموافقة على أنها علامة فارقة في علاج الألم، حيث يقدم الدواء الجديد بديلاً آمناً لعلاجات الألم التي تقوم في معظمها على المواد الأفيونية.
وتأتي هذه الموافقة في وقت يشهد فيه سوق مسكنات الألم العالمية نمواً ملحوظاً، مدفوعاً بالطلب المتزايد والتقدم التكنولوجي في تطوير الأدوية.
وتُظهِر الدراسات الاستقصائية أن المسكنات أو الأدوية التي تتحكم في الألم هي أكثر العقاقير الموصوفة شيوعاً في المستشفيات.
وقالت الدكتورة جاكلين كوريجان، القائمة بأعمال مدير مركز تقييم الأدوية والبحث التابع لإدارة الغذاء والدواء، إن الدواء الجديد يُشكّل فئة علاجية جديدة من المسكنات غير الأفيونية لعلاج الألم الحاد مع تجنب المخاطر المرتبطة باستخدام مسكنات الأفيون.
ووفقاً لدراسة أجرتها شركة فيرتيكس فارماكيتيكالز التي طورت الدواء الجديد، فإن الوصفات الطبية لنحو 80 مليون أميركي سنوياً تحتوي على أدوية لتسكين الألم الذي تتراوح درجته من المتوسط إلى الشديد.
وجورنافكس هو أول مسكن جديد للألم معتمد في الولايات المتحدة منذ سيليبريكس، حيث يُعَدُّ الأخير نوعاً من الأدوية المضادة للالتهابات غير الستيرويدية التي تسمى مثبطات كوكس-2، ووافقت عليها إدارة الغذاء والدواء الأميركية في عام 1998.
وعلى عكس الأدوية الأفيونية التي تخفف من الإحساس بالألم داخل الدماغ، فإن جورنافكس يعمل على منع الأعصاب من إرسال إشارات الألم إلى الدماغ.
وتمكن الباحثون من اكتشاف الدواء الجديد بعدما لاحظوا عائلة في باكستان كان أفرادها يستطيعون المشي على الجمر المشتعل، ووجدوا أنهم يفتقرون إلى جين مسؤول عن إرسال إشارات الشعور بألم إلى الدماغ، مما يمكنهم من القيام بهذا الأمر دون معاناة.
ومع ذلك، استغرق الأمر من العلماء وقتاً طويلًا من أجل معرفة كيف يمكن استغلال تلك الآلية في إنتاج دواء يمنع الشعور بالألم.
ومن المتوقع أن يوفر الدواء الجديد خياراً جديداً لملايين المرضى الذين يعانون من أنواع مختلفة من الألم، بما في ذلك آلام ما بعد الجراحة، والألم المرتبط بالسرطان، واضطرابات الألم المزمن.