في عالم الأعمال، هناك العديد من الأشياء التي لا يمكن للشركات التحكم فيها، وذلك بداية من حالة الاقتصاد غير المستقرة وانتهاءً بالإجراءات والتحركات غير المتوقعة من جانب المنافسين. وربما الشيء الوحيد الذي تستطيع كل شركة التحكم فيه هو جودة أفرادها، خاصة أولئك الموجودين في غرفة القيادة، حيث من المفترض أن تمنح هؤلاء اهتماماً بالغاً.
الأفراد أو الموظفون داخل الشركة هم المورد الأثمن والضامن الأكثر موثوقية لاستمرار أي شركة في تحقيق نتائج جيدة عاماً بعد عام، فقرارات وخبرات وقدرات هؤلاء هي التي تصنع الفارق بين النجاح والفشل.
والطريف هو أن ذات المديرين الذين يهتفون بأن "موظفونا هم أهم أصولنا" لا يكلفون أنفسهم عناء اختيار الأشخاص المناسبين للوظائف المناسبة.
-
بين الجهل والإهمال.. يضيع الكثير
الكثير من المديرين ليس لديهم أو لدى شركاتهم أي أفكار دقيقة حول ما تتطلبه الوظائف المتاحة بالشركة أو حول نوعية الأشخاص المؤهلين لشغل تلك الوظائف. ونتيجة لذلك لا توظف شركاتهم أفضل المرشحين، وإن حدث وفعلت فإنها تتقاعس عن ترقيتهم وتطويرهم لتفقدهم في النهاية.
ففي كثير من الأحيان، نجد أن المديرين لا يولون اهتماماً كافياً بالعاملين معهم لأنهم غارقون في التفكير في كيفية جعل شركاتهم أكبر ومحاولة ردع المنافسين. ولكن ما يفشل هؤلاء في إدراكه هو أن جودة موظفيهم هي أفضل ميزة تنافسية قد تحظى بها أي شركة.
سواء كنت رئيساً لشركة بمليارات الدولارات أو مديراً لمشروع صغير لا يزيد عدد موظفيه على عدد أصابع اليد الواحدة فلا ينبغي أبداً أن تقوم بتفويض عملية اختيار وتطوير القادة داخل الشركة إلى غيرك، بل إن هذه المهمة تحديداً يجب أن تكون في صلب اهتماماتك، وتجاهلك لذلك من شأنه أن يجعل الشركة عاجزة عن الاستمرار في المستقبل لأن مقاعد البدلاء لديها ضعيفة أو فارغة.
يخبرنا العقل والمنطق بأن الأشخاص المناسبين يجب أن يكونوا في الوظائف المناسبة، ولكن من يتابع واقع الكثير من الشركات يجد أن هذا ليس هو الحال، لماذا؟ في الحقيقة يوجد الكثير من الأسباب، فعلى سبيل المثال قد يكون السبب هو أن قيادة الشركة لا تجهد نفسها في معرفة ما يكفي عن الأشخاص الذين تقوم بتعيينهم.
وفي نفس الوقت، قد يختار المدير الأشخاص الذين يشعر بالراحة معهم بدلاً من أولئك الذين يمتلكون مهارات أفضل للوظيفة. وقد لا يكون لدى المدير الشجاعة الكافية للتمييز بين الأداء القوي والضعيف واتخاذ الإجراءات اللازمة.
هناك الكثير من المديرين الذين يعرفون أن شخصاً أو موظفاً ما بالشركة أو بالمؤسسة لا يؤدي أداءً جيداً، ومع ذلك يستمرون في الاحتفاظ به والدفاع عنه وإبقائه في منصبه عاماً بعد عام.
لكن لماذا يعجز المدير عن تصحيح ذلك الوضع؟
ببساطة لأنه لا يتمتع بالثبات العاطفي اللازم لمواجهة هذا الموظف أو الجهة واتخاذ قرارات حاسمة حيالها.
هناك الآلاف من الوظائف التي يشغلها أشخاص غير مناسبين فقط لأن القادة أو المديرين يشعرون براحة شخصية تجاههم، لا لشيء إلا لأن هؤلاء الموظفين يفكرون مثل المدير ولا يتحدوه ولا يهددون منصبه، حيث تكون الشركة الخاسر الأكبر في هذه الحالة.
أرقام
نذكركم انه بات بإمكانكم متابعة صفحة موقع Business Echoes على إنستغرام من خلال الضغط هنا والتي سيكون محتواها مختلفاً عن المحتوى الذي ننشره على صفحة فايسبوك.