وقّع لبنان في آذار من العام 2018، على أول اتفاقية اكتشاف وإنتاج للنفط، مع ثلاثي أوروبي بقيادة شركة توتال الفرنسية وعضوية شركة إيني الإيطالية ونوفاتيك الروسية.
الخبير في الشؤون النفطية المهندس ربيع ياغي، يرى في حديث للزميل باسل الخطيب في موقع Business Echoes، انه كان من المفترض وفقاً لخطة العمل الأولى أن تبدأ عملية الاكتشاف والتنقيب في لبنان بشكل متوازٍ في البلوكين 4 و9 في شهر آذار 2019، إنما لأسباب لوجيستية، تأخرت بداية العمليات.
وسيتم تأجيل أول عملية تنقيب أو حفر في البحر اللبناني حتى أواخر العام 2019، في جنوب البلوك 4، وفي البلوك 9 في أواخر الـ2020، وذلك لأسباب لوجيستية، حسب الكونسرتيوم.
وينقل ياغي عن مشغِّل الكونسورتيوم أي شركة توتال قولها، إن لبنان لا يمكنه لوجيستياً أن يطلق عمليات التنقيب، لأنها تحتاج إلى قاعدة إسناد خلفية للعمليات في البحر، من مهابط طوافات، ومخازن لقطع الغيار وغيرها، وعلى تلك القواعد أن تكون برّية.
وبما أنه لم يتم التوصل إلى حل في الأشهر الـ7 إلى الـ8 الأولى، يعتقد ياغي أن مصفاة الزهراني مهيأة جداً، لكونها منشأة نفطية في الأساس، في حين أنه قد يقع الإختيار حالياً على مرفأ بيروت، ليُتَّخذ قاعدة لعمليات هبوط الطوافات أو لتأمين المخازن .
وحسب ياغي فإن هذا هو سبب التأخير، بالبدء بعمليات التنقيب، مشيراً الى أن الوقت ليس في مصلحتنا، علماً اننا بدأنا عمليات المسح الجيولوجي بشكل متوازٍ مع اسرائيل وقبرص، بالفترة نفسها، في أوائل هذا القرن.
غير أن قبرص ستصبح بلداً منتجاً تجارياً في العام المقبل، واسرائيل بدأت بالإنتاج للسوق المحلي منذ 2013، وبالتالي في أواخر العام 2019، ستبدأ بالتصدير إلى مصر وإلى الأردن.
ويأسف ياغي الى أن هناك مشكلة ما في إدارة الموضوع النفطي وتحتاج إلى المزيد من النضج. فقد أدخلنا السياسة والطائفية إلى النفط للأسف، وبات ذلك الطابع البريدي اللبناني، وأصبح علينا أن نقحم الطائفية السياسية في كل مشروع وهذا خطأ، فهذا قطاع تقني وعلمي واعد للبنان، وهو خشبة خلاص الاقتصاد اللبناني وعليه أن يكون في منأى من التجاذبات السياسية كلها.
وحسب ياغي، لم يباشر لبنان بعد بعملية الحفر ولكن إن سارت الأمور كلها وفقاً لتصور شركة توتال، فقد يصبح لدينا إنتاج تجاري، إن حصل اكتشاف نفطي ونحتاج إلى 7 أو 8 سنوات حتى نبلغ مرحلة الإنتاج التجاري، وفي المحصِّلة لا يمكن للبنان أن يحلم قبل 2028 بإنتاج تجاري، حتى لو سارت الأمور قدماً بالسرعة القصوى.
ويضيف ياغي إن عامل الوقت هو ضدنا بالفعل ولم يُحسِن لبنان تقدير هذا الأمر، رغم وجود البيئة الجيولوجية نفسها التي أكدت وجود النفط في فلسطين المحتلة أو في قبرص، وسوريا، فقد سبقتنا الدول ولا يزال لبنان في مرحلة التفكير في الموضوع.