مرة أخرى تظهر نتائج البنوك اللبنانية الثلاثة الكبرى نمواً مستداماً ومركزاً مالياً يتسم بالقوة وبالسياسات المحافظة والرصينة في وجه الظروف الحالية الاستثنائية.
فقد اظهرت النتائج المالية غير المدققة للبنوك اللبنانية الثلاثة الكبرى – بلوم عودة وبيبلوس لعام 2014 ،إستدامة في الأرباح والنمو رغم الظروف التشغيلية الصعبة التي تواجهها نتيجة الإضطرابات السياسية والاقتصادية في لبنان ودول الجوار. وقد بلغت الأرباح المجمعة للبنوك الثلاثة لعام 2014 ما يعادل 891.48 مليون دولار، أي بزيادة قدرها 9.57 في المئة عن العام 2013. وحققت هذه الزيادة في الأرباح بفضل ازدياد الأرباح لوحدات البنوك الخارجية. كما حققت هذه الأرباح بعد إقتطاع كلّ من البنوك الثلاثة مؤونات صافية لا بأس بها تحسباً لأي تردٍ في الظروف الائتمانية التي قد تواجهها، حيث بلغت المؤونات الصافية لبنك عوده 137.36 مليون دولار وبنك لبنان والمهجر 41.19 مليون دولار وبنك بيبلوس 28.19 مليون دولار.
وعلى صعيد كلّ بنك بمفرده، تظهر النتائج أيضاً تحقيق بنك لبنان والمهجر أعلى مستوى للأرباح بلغ 365.37 مليون دولار بزيادة 3.57 في المئة عن عام 2013. وجاء بنك عوده في المرتبة الثانية حيث حقق 350.33 مليون دولار بزيادة 15.03 في المئة. أما بنك بيبلوس فقد حلّ في المرتبة الثالثة حيث بلغت أرباحه 175.77 مليون دولار بزيادة 12.51 في المئة. وجاءت هذه الزيادة في الأرباح للبنوك الثلاثة مدفوعة بزيادات جيدة في الإيرادات من الفوائد والعمولات،
وفي بيان صادر عن بلوم بنك، يعود السبب الرئيسي في الأداء الأفضل للربحية النسبية لبنك لبنان والمهجر إلى تحقيقه أدنى مستوى لنسبة الكلفة إلى الايرادات – التي تعكس الكفاءة التشغيلية والادارية في الأداء – بلغت 38.93 في المئة مقابل 45.9 في المئة لبنك بيبلوس و56.69 في المئة لبنك عوده. ومما يعزز أداء البنوك الثلاثة هو النمو الملحوظ والمتوازن في بنود ميزانياتها.
هذا ولم يقتصر الأداء الملحوظ للبنوك الثلاثة على النمو في الأرباح والميزانية بل تعداها ليشمل مؤشرات مالية سليمة. وفي هذا الإطار، لم تزد نسبة صافي القروض المشكوك بتحصيلها عن 1.6 في المئة ولم تقل نسبة كفاية رأس المال حسب معاير "بازل 3 " عن 13.7 في المئة ولم تقل أيضاً نسبة السيولة الأولية عن 45.2 في المئة.