يبدو ان لبنان لا يكفيه الازمات التي يمر بها، لتأتي أزمة ازدياد النازحين السوريين وتزيد الطين بلة. لبنان الذي يستضيف حوالي 37 في المئة من مجمل النازحين السوريين في المنطقة، أي 1,087,817 ما بين مسجلين وقيد التسجيل، اي حوالي 32,8 في المئة من مجموع عدد سكان لبنان في العام 2011، بدأ يثقل عاتقه هذا الازدياد في الكثافة السكانية ويشكل ضغطا إضافيا كبيرا على البيئة تحديدا في قطاعات النفايات الصلبة، المياه والهواء.هذا بالاضافة الى مئات الالاف غير المسجلين .
فقد أشارت النتائج الأولية للدراسة حول تقييم أثر الازمة السورية على البيئة في لبنان التي أعلن عنها وزير البيئة محمد المشنوق، إلى أن كمية النفايات الصلبة التي ينتجها النازحون السوريون سوف تصل إلى حوالي 324,000 طن سنويا بحلول أواخر العام 2014، ما يوازي 15,7 في المئة من النفايات التي كان ينتجها اللبنانيون قبل بداية النزوح. الامر الذي سيترتب عليه اعباء مالية إضافية، حيث اشارت أرقام وزارة المالية إلى أن انفاق البلديات على إدارة النفايات الصلبة ارتفع بنسبة 11 في المئة بين العامين 2011 و2012، وبنسبة 40 في المئة بين العامين 2012 و2013.
كما اظهرت النتائج أن معدل استهلاك المياه للنازح السوري يتراوح بين 64 و104 ليتر يوميا، ما يزيد الطلب على المياه بنسبة 8 إلى 12 في المئة على المستوى الوطني، ما من شأنه تسريع وتيرة النقص في المياه الذي يشهده لبنان هذا العام بشكل خاص. ولا بد من الاشارة الى ان هذا الازدياد في الطلب على المياه دفع بمؤسسات المياه الى حفر أبار جديدة، ما ساهم في ارتفاع الكلفة التشغيلية للمؤسسات.
من جهة اخرى، تساهم الازمة السورية في زيادة تلوث الهواء، وتبين من النتائج الأولية للدراسة ازدياد بنسبة 20 في المئة في انبعاثات ملوثات الهواء على المستوى الوطني، من جراء الارتفاع الكبير في حركة مرور السيارات في المدن الرئيسية التي تستضيف النازحين السوريين وفي منطقة بيروت الكبرى. هذا، وبحسب الدراسة، فإنه من المتوقع أن يشهد عدد من المدن، كبيروت وزحلة وبعلبك وطرابلس وصيدا، تدهورا في نوعية الهواء مما سيؤثر على الصحة العامة خاصة لدى المسنين والأطفال وذوي الحالات المرضية الصدرية.