وسط غياب كامل لأي سياسة اسكانية تضعها الدولة اللبنانية لذوي الدخل المحدود وأصحاب الرواتب المنخفضة، يشهد لبنان أزمة في قطاع الإسكان منذ شباط 2018.
ويُعزّز الأزمة ايضاً إكتفاء السياسيين بالحُزم التي يطرحها مصرف لبنان والتي لا تلبي حاجات طالبي القروض جميعهم ممن يسعون لتأسيس عائلة ولشراء الشقق.
وفي حديث مشترك للزميل باسل الخطيب، عبر نشرة أخبار المستقبل وموقع Business Echoes لأخبار الاقتصاد والتكنولوجيا، يعزو المدير العام لشركة رامكو العقارية، رجا مكارم أزمة الإسكان إلى غرق لبنان منذ أشهر في دوامات وتجاذبات سياسية لا حلّ لها، كما ان القروض السكنية المدعومة التي مُنحت هذا العام أشبه بـ"بحصة تسند خابية."
وقد يخال البعض أن الحلّ هو باللجوء إلى المصارف التقليدية للحصول على قروض إسكانية، إلا أن مكارم يعتبر أن تلك القروض إن مُنحت فستكون بفوائد مرتفعة، تفوق العشرة في المئة ومن بوسعه الاستدانة عندها؟
كما أن الحُزم الإسكانية التي منحت أخيراً رُفِعَت فائدتها الى 5.9 في المئة الا انها لا تزال فائدة مقبولة مقارنة بالـ10 أو بالـ12 في المئة.
لذا وفي ظل انعدام القروض السكنية المدعومة، ووسط غياب كامل للسياسات الإسكانية، يجد الشباب الباحثين عن شراء شقة أنفسهم أمام أفق مسدود، وبالتالي قد يكون الحلّ الأسرع حسب مكارم، بالعودة إلى ما قام به الجميع منذ 50 سنة خلت وهو الاستئجار، خصوصاً أن هناك الكثير من الشقق الفارغة المعروضة للإيجار، في ظل منافسة بين أصحاب الشقق لاستقطاب عدد أكبر من الزبائن.
وبما أن القيمة التأجيرية للشقق هي 3 في المئة عادة من قيمتها الإجمالية، فيمكن استئجار شقة مساحتها 100 متر بـ9000 دولار في السنة.
وهذا الحل بحسب مكارم، منطقي جداً في حال عجزِ الراغبين في شراء شقة عن ذلك، ومع وجود شقق متواضعة يمكن استئجار المتر الواحد منها بـ30 دولاراً خارج بيروت حيث يترواح سعر المتر بين 700 و1000 دولار سنوياً وبالتالي قد يكون بدل إيجار تلك الشقق بـ30 دولاراً للمتر الواحد والإيجار الشهري عندها قد يكون 300 دولار شهرياً.
اذاً لا حل جذرياً ونهائياً يشفي غليل الشباب الساعين الى شراء شقة بهدف تأسيس عائلة في الوقت الراهن، فالسياسيون غائبون ومنشغلون بأمور أخرى يعتبرونها ذات أولوية علماً ان تأمين قروض لسكن اللبنانيين هي الأولوية، لكن يبقى الاستئجار هو البديل في الوقت الحالي ريثما يتم طرح رزم اسكانية جديدة او سياسات معينة.
باسل الخطيب
[email protected]
يمكنكم متابعة صفحة موقع Business Echoes على إنستغرام من خلال الضغط هنا.