بالرغم من قيام السلطات الصينية بتحديد المبالغ التي يمكن للفرد نقلها الى خارج البلاد بـ 50 ألف سنويا، بهدف فرض سيطرتها على رؤوس الاموال ومنع تدفقها إلى الخارج، الا ان العديد من الاثرياء و المجرمين الصينيين وجدوا بالفنون الجميلة طريقة سهلة لتغطية نشاطاتهم غير الشرعية. فالقطع الفنية يمكنها أن تعبر الحدود بسهولة، وحتى الخبراء لا يمكنهم تحديد سعرها ام إذا كانت مزورة. ما يجعل تعقب الأموال من أين أتت وإلى أين اتجهت أمرا في غاية الصعوبة. والعملية سهلة و بسيطة و تتم عبر طريقتين:
الطريقة الاولى، ثري صيني يشتري قطعة فنية مرتفعة الثمن في بلده الأم، ثم يبيعها خارج الحدود والمكسب بالعملة الصعبة طبعا، يذهب إلى حساب خارج الصين. اما الطريقة الاخرى فتتم عبر شراء عمل فني من خارج الصين، بسعر مبالغ فيه عن طريق شخص مساعد ومتعاون بشكل وثيق، بحيث يتم اقتطاع جزء بسيط من هذا المبلغ لثمن القطعة الفنية، فيما يودع الباقي في حساب خارج البلاد باسم الشخص المشتري . وإذا ما جاءت السلطات لتدقق في الأمر فمن السهل ابراز الوصل المالي للعمل الذي تم شراؤه وحتى لو تمت العملية بهدف غسل الأموال فقط.
ووفقا للعديد من الخبراء فإن المكيدة تقع بسبب صعوبة تحديد أسعار القطع الفنية، ما يجعل أي مراجعة للمشتريات حتى من قبل الحكومة الصينية، لتوجيه الاتهام أمرا صعبا. ويرى الخبراء ان هذه المسألة تتعلق بكبريات الشركات، وأشخاص مهمين يغسلون مبالغ طائلة من النقود. ووفقا للمجموعة الأميركية للدفاع عن نزاهة التمويل الدولي، فإنه من الصعب معرفة كمية الأموال التي تم تحويلها خارج الصين عن طريق استخدام الفنون الجميلة، ولكن المدهش أن هناك أكثر من تريليون دولار كرؤوس أموال تم اكتسابها بطرق غير شرعية، أو نقلها خارج الصين بين عامي 2002 و 2011.