كثر الحديث في المرحلة الراهنة عن الليرة اللبنانية، وسط قلق لدى المواطنين نتيجة الاوضاع الراهنة وعدم تشكيل حكومة تنهض من جديد باقتصاد لبنان وتعيد الثقة بالبلاد.
وفيما تتردد يومياً اقاويل وشائعات في الاسواق، مفادها ان الليرة ستشهد هبوطها بقيمتها، يؤكد الخبير الاقتصادي د. لويس حبيقة في حديث مشترك لتلفزيون المستقبل وموقع Business Echoes لأخبار الاقتصاد والتكنولوجيا، ان لا خوف على الليرة بتاتاً، لأسباب اهمها الاحتياطي الكبير الموجود في مصرف لبنان، وعدم رغبة او قدرة اي طرف في لبنان وخارجه بإسقاط الليرة، وبالتالي فإنه في الواقع لا خطر على سعر صرف الليرة مقابل الدولار الاميركي، مشيراً الى ان لا مجال لمقارنة وضع لبنان بتركيا والارجنتين وفنزويلا كما يشاع فالوضع مختلف تماماً، فالليرة مستقرة ولا خوف عليها.
الخبير الاقتصادي لويس حبيقة رأى اننا امام مأزق اليوم يحول دون تقدُّم البلاد، بسبب عدم تأليف الحكومة، والمواطنون الذين كان لديهم آمال يلاحظون ان آمالهم تتراجع، وهم خائفون وينتظرون التأليف قبل اقامة اي اعمال جديدة، فمن يرغب بتأسيس محل صغير مثلاً برأسمال عدة آلاف من الدولارات، يتريث ليرى اتجاه الاوضاع فرأس المال جبان.
الكلفة حسب حبيقة كبيرة، فكل يوم تأخير بتشكيل الحكومة ورؤية مستقبل واضح، يدفع الناس للتأجيل حتى تشكيل الحكومة، وهذه الكلفة سيدفعها لبنان في السنوات المقبلة، بسبب شبه انعدام اي استثمار جديد، وتزايد نسب البطالة، في ظل غياب الوعي والاهتمام لدى جميع السياسيين في هذا الموضوع.
واعتبر حبيقة ان وجود حكومة اليوم في لبنان، امر اساسي فهو يطمئن ان لبنان يمكن ان تتم ادارته على عكس ما هو حاصل حالياً ويُظهِر ان لبنان لا يمكن ان يُدار، فكلٌّ يغني على ليلاه، سعياً لتقاسم الحصص، واصفا الوضع الحالي بالمهزلة، التي لم يشهدها لبنان منذ عشرات السنين.
لبنان حسب حبيقة بحاجة اليوم ليكون هناك حزم بالقرارات وبالرؤية، فهو يخسر يومياً كميات كبيرة من الاموال والاستثمارات، ستنعكس ازدياداً بعدد العاطلين عن العمل، وتراجعاً بمعدلات النمو ورغبة بالهجرة، لافتاً الى انه وخلال اربعين سنة من التعليم الجامعي، لم يشهد احباطاً لدى طلاب الجامعات ورغبة بالهجرة، كما يحصل حالياً فخريجو الجامعات اليوم غير مكترثين للحروب والاحداث في المنطقة بل همهم الحصول على عمل، في حين ان الحصول على فيزا حالياً للعمل في الخارج هو امر صعب للبنانيين.
من هنا يشدد حبيقة على ضرورة الاسراع بتشكيل الحكومة واطلاق رؤيتها الاقتصادية والبدء بتنفيذها لإعادة الثقة الى الاسواق اللبنانية والنهوض بالبلاد من جديد.
حاوره باسل الخطيب
[email protected]