مع تأليف الحكومة الجديدة في لبنان بدأت مؤشرات إيجابية بالظهور بدءً بسندات اليوروبوند وبورصة بيروت والأجواء الايجابية التي قد تحسّن تصنيف لبنان دولياً، رغم وجود بعض المخاوف في ظل التحديات التي ستواجه الحكومة التي أبصرت النور بعد 9 أشهر.
وفي هذا السياق كان لموقع Business Echoes حوار خاص مع الوزير السابق والنائب نقولا صحناوي للتحدث عن التغييرات التي قد تتحقّق وتؤثر بشكل ملحوظ في الاقتصاد اللبناني.
في البداية أكد صحناوي أن التأخر في تشكيل الحكومة أنذر بأوضاع سيئة، لكن ذلك لا يمنع أن تكون هذه الحكومة، التي بُنيت على أساس الحد الأدنى من التوافق على العناوين الكبرى، تستطيع أن تضع لبنان مجدداً على سكة الإزدهار والبحبوحة الاقتصادية والنمو.
وأشار إلى انه بالرغم من أن أرقام لبنان ليس سيئة جداً، ستتمكن الحكومة من وضع عدة قطاعات اقتصادية أساسية على سكة النجاح في حالة العمل الجدي ووجود الثقة بين المسؤولين، لافتاً الى أن بعض الدول أبدت استعدادها لمساعدة لبنان بالإضافة إلى 11 مليار دولار حصل عليها لبنان من مؤتمر سيدر، خاصة بالبنى التحتية بما يشمل سكة قطار حديدية، توسيع المرفأ والمطار، تيليفيريك حول بيروت، أوتوسترادات، كهرباء ومياه، وفي حال تم إنجاز كل هذا فحتماً هذه الأموال ستكون من خارج خزينة الدولة، فموضوع الكهرباء وحده يكلف الدولة خسارة بمليارين دولار سنويا.
وبالإضافة الى ذلك ستتجدّد ثقة الأسواق في الحكومة والبلاد وبالتالي ستتراجع الفوائد، التي تعتبر أكبر خسارة على الخزينة اللبنانية، وذلك عدا عن خلق فرص عمل وعودة الشركات الكبرى الى الاستثمار في لبنان أي بالإجمال سيتحسن النموذج الاقتصادي للبنان وسيُستبدل الاقتصاد المنتج بالاقتصاد الريعي.
وعن المباشرة بتطبيق هذه المشاريع، قال صحناوي ان ذلك ما يريده الرئيس ميشال عون والرئيس سعد الحريري وكذلك ما يريده تكتل التغيير والاصلاح، وأكد أن الجميع لديه ثقة بأن الأمور ستكون على ما يرام لأن البلد أصبح على شفير الهاوية إقتصادياً بسبب الفساد المتغلغل الذي يجب أن يزول في السنوات القادمة.
وبما يخص التحديات التي سيواجهها لبنان في المرحلة المقبلة، أشار صحناوي إلى أن التحدي الأول هو النظام القديم الذي يكرس المصالح الشخصية لفئات معينة، أما التحدي الثاني فهو السياسة والمحاور الاقليمية فمثلاً موضوع النازحين في لبنان، الذي يكلف اقتصاد لبنان كثيرا، أو موضوع إعادة إعمار سوريا يجب أن لا ينظر إليهما إلا بمنظار المصلحة اللبنانية لكل الفئات وعدم التأثر بالمحاور الخارجية.
وأنهى صحناوي حديثه معتبراً أن الأزمة انتهت، معرباً عن تفاؤله بتأليف الحكومة معتبراً ان اعلان السعودية وقطر دعم لبنان أراح السوق المحلية، ومشدداُ على ان الليرة اللبنانية ليست في خطر، في حين ان عودة الازدهار تعتمد على الاصلاحات التي ستحدث.
خاص Business Echoes