وصف رئيس جمعية تجار بيروت، نقولا شماس، الوضع الاقتصادي في لبنان بالمتأزم جداً ، خصوصا بعد شغور موقع رئاسة الجمهورية ومسلسل التفجيرات، وأزمة سلسلة الرتب والرواتب، معطوفة على الأحداث المحلية و الاقليمية. واعتبر شماس في حديث لموقع اخبار الاقتصاد Business Echoes ، ان كل هذه العوامل أثرت سلباً على الداخل اللبناني، بالأخص على قطاع "السياحة التجارية" فجزء مهم من النشاط التجاري يتعلق بحركة السياح، والتي كان من المتوقع أن تصل الى ذروتها في موسم العيد والعطلات. الا أنه اعتبر ان الحركة المرتقبة للمرحلة المقبلة لا تدعي للتفاؤل، كما وأن السكان المقيمين في لبنان أصبحوا يعيشون في تقشفٍ دائم، متحفظين على شراء أي من السلع الكمالية، ومبدين بذلك تخوفاً كبيراً من الأوضاع الراهنة والقادمة. أما عن موضوع عدم دفع معاشات الموظفين الذي سبق وتحدثت عنه وزارة المالية، فرأى شماس أنها مشكلة لم يكن من الضروري افتعالها، خصوصا وان هذه النفقات متوفرة في خزينة الدولة، فما من مبرر لعدم دفعها، داعيا الى التركيز أكثر على استمرارية المرافق العامة.
وعن إقرار سلسلة الرتب والرواتب، قال شماس ان هناك ضغطا كبيرا كان على النواب، سواء من الموظفين أو من وزارة التربية، لكن برأيه أن كل هذه الوسائل "غير مفيدة "و "غير ناجحة". كما رأى أن مجلس النواب كان على صواب من ناحية تحفظه على إقرار السلسلة، في ظل عدم توفر وارداتها في خزينة الدولة، فاعتبر أن المسؤولية كبيرة عليهم، وإقرار السلسلة في هذا الوضع سيدمر الاقتصاد. وكشف شماس أن حركة البيع اليوم "خفيفة جداً"، وأمل أن يعود الانتعاش إليها خصوصا ان لدى المحلات التجارية الكثير من البضائع، التي لم تصرف بعد، والتي يعول التجار على عيد الأضحى لتصريفها.
وشدد شماس على وجوب قيام مجلس النواب بالاسراع في انتخاب رئيس للجمهورية، لما للشغور من تأثير سلبي على الحياة المؤسساتية والاقتصادية والاجتماعية، واصفاً لبنان بأنه "جسم بلا راس" كما طالب السلطة التنفيذية باعطاء الأولوية القصوى في جدول أعمالها لموضوع الموازنة، معتبراً أنه لا مجال لحل أي من المشاكل الأخرى قبل إقرارها.