إعتبر المدير العام لبنك FNB نجيب سمعان، أنه لا يمكن للمصارف ان تكون طرفاً سياسياً، مشيراً الى أن همَّها الأول يتمثّل بالحفاظ على القطاع المصرفي، الذي يخدم أكبر شريحة من الشعب اللبناني، ويوظف اكبر عدد منه، ويستثمر بأكبر كمية من المال، وبالتالي فإن اصحاب الأموال حريصون على اموالهم واموال المودعين، واللعبة السياسية ليست هدفاً لأي قطاع كالقطاع المصرفي، وهي بعيدة كلياً عن أي كباش سياسي ولا يجب ان تدخل فيها.
وبالنسبة للإجراءات التي قامت بها المصارف كتخفيض التسهيلات لبعض القطاعات قال سمعان، صحيح اننا أصدرنا تعاميم ورسائل وأبلغنا عملاء، لأن هناك قطاعات تأثرت بالأزمة السياسية في لبنان، فقطاع البناء أصيب بالشلل، وكيف لجهة لديها أموال مع جهة أخرى، أن لا تتخّذ اجراءات للحفاظ على اموال المودعين، فهذه الأموال ليست ملك المصارف بل ملك المودعين، وهناك قطاعات لا تزال منتجة ويتم منحها تسليفات إضافية خلال هذه الأزمة، لتستمر وتتمكن من الصمود، إلا ان هناك قطاعات يجب تخفيض التسهيلات لها لأنه معروف أنها لن تتمكن من التسديد، وهذا ليس خطأ المصارف بإيصالها الى هذه المرحلة فالكباش السياسي الموجود في البلاد والأزمة الاقتصادية، التي حصلت هي التي ألزمت المصارف بمراجعة إجراءاتها الاحترازية بالسرعة المطلقة، لأن الحراك الذي حصل لم يكن متوقعاً، واي جهة تواجه أزمة، لا يمكن لها الا ان تتفاعل معها وتتخذ إجراءات معينة.
وأقرّ سمعان في خلال حديثه لقناة NBN، بأنه قد تكون المصارف تسرّعت في مكان ما، إنما هذه الإجراءات تواكبها يوماً بعد يوم وتتواصل مع اصحاب المؤسسات المستلفة، لتعيد النظر قدر الإمكان بأن هذه التسليفات ليست معرّضة للخطر، فهذه أموال المودعين وليست ملك المصارف، وفي حال لم تكن المصارف حريصة عليها يتم إتهامها بأنها فاسدة وأنها تتواطأ لتطيير أموال المودعين،
من هنا فإن حرص المصارف لا يأتي من خوفها على رساميلها بل هدفها أن تحافظ على أموال المودعين.
وأضاف إن تنقّل الأموال من مصرف الى مصرف لا قيود عليه، إنما التهافت الذي يحصل عليها يلزمها أن تتّخذ اجراءات احترازية، أنما هذه الإجراءات الإحترازية لا تؤدي الى تطيير أموال المودع، فلم يأتِ مودع لينقل مبالغ في استحقاقها من حسابه في مصرف، الى مصرف آخر وتم رفض طلبه
كما لفت الى أنه لم يتم رفض طلب أي عميل بإعطائه شكاً مصرفي، والدليل على ذلك أنه تم تسديد الرواتب، لكن الضغط الذي واجهته المصارف بعد 14 يوم من الإقفال لا يمكن لأي مصرف في العالم أن يواجهه، وقد تم تأمين كل الخدمات وتمديد الدوام العمل في المصارف لتأمين السيولة للناس، لكن الناس باتت قاسية بعض الشيء، فموظف البنك يتعرّض لضغوطات نفسية، وهو بالنتيجة إنسان وجزء من الناس التي تعاني، فالمصارف والموظفون فيها ليست في وادٍ والناس في وادٍ آخر.
نذكركم انه بات بإمكانكم متابعة صفحة موقع Business Echoes على إنستغرام من خلال الضغط هنا والتي سيكون محتواها مختلفاً عن المحتوى الذي ننشره على صفحة فايسبوك.