توقعت منظّمة العمل الدوليّة تقريرها الأخير تحت عنوان إتّجاهات العمل العالميّة للعام ٢٠١٤ ضعف سوق العمل الدوليّة بسبب الإنتعاش الإقتصادي الضعيف والصعب، المترافق مع تخفيض لتوقّعات نسب النموّ الإقتصادي العالميّة. وبحسب التقرير لن يكفي النمو في معدّلات التوظيف حول
العالم لتلبية وتيرة الإرتفاع في القوى العاملة في الأعوام القادمة.
وتوقّع التقرير أن يرتفع عدد الأشخاص العاطلين عن العمل في العالم إلى ٢١٥ مليون مع نهاية ٢٠١٨ ، مقابل
٢٠٢ مليون شخصاً في ٢٠١٣ و ١٩٧ مليون في ٢٠١٢ . وينسب هذا الإرتفاع في معدّلات البطالة حول العالم وبالأخصّ بين الشباب الى الزيادة الملحوظة في معدّلات البطالة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
أمّا على الصعيد الإقليميّ، فقد ذكر التقرير أنّ معدّل البطالة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا هو ثاني أعلى نسبة بطالة في العالم، مقدّراً هذه النسبة ب ١١٫٥ في المئة في العام ٢٠١٣ .
يجدر الذكر أنّ معدّل البطالة حول العالم بلغ ٦٫٠ في المئة في العام 2013.
ونقلا عن التقرير الاقتصادي لبنك الاعتماد اللبناني، تقدر منظمة العمل الدولية ،نسبة البطالة بين الشباب اللبناني ب ٢٢ في المئة في العام ٢٠١٣ ، مقارنةً بنسبة بطالة بين الشباب حول العالم بلغت ١٣٫١ في المئة في العام نفسه. ويذكر التقرير أيضاً تداعيات الإضطرابات الإجتماعيّة في المنطقة، وخصوصا في سوريا، على النمو الإقتصادي في لبنان وأحوال سوق العمل اللبناني ومعدّل البطالة في البلاد. وقال التقرير إنّ تدفّق النازحين السوريين إلى لبنان قد يزيد حجم القوى العاملة، وخصوصا تلك التي لا تتمتّع بمهارات معيّنة، بنسبة ٣٠ في المئة إلى ٥٠ في المئة، الأمر الذي يزيد من حدّة المنافسة عند الباحثين عن العمل اللبنانيّين. أخيراً، يشدّد التقرير على أهميّة تطبيق سياسات تتعلّق بتنشيط سوق العمل اللبناني بهدف تعزيز فرص عمل جديدة. وبحسب المسح الذي أجراه البنك الدولي في دراسة على عيّنة من الشركات اللبنانيّة، تبيّن أنّ ٣٨ % من الشركات
المستطلعة تولي أهمّية كبيرة لمهارات العمل عند إتّخاذ قرارات التوظيف.