بعد إغلاق عدد لا بأس به من الصحف في اميركا، جاء الآن دور أوروبا، و خصوصا بريطانيا حيث توقفت صحيفة لويدز لست وهي واحدة من أعرق الصحف الورقية عن الصدور، لتتحوّل الى نسخة إلكترونية فقط. حصل ذلك بعد ان اظهر استطلاع لآراء القرّاء ان أقلّ من 2 في المئة فقط يعتمدون حصرياً على النسخة المطبوعة من الصحيفة. كما توقفت صحيفة ليفربول بوست البريطانية عن الصدور بسبب انخفاض نسبة الإعلانات وتراجع التوزيع. كلّ ذلك ليس مستغرباً فيما يُصرّح المدير التنفيذي لصحيفة ذي غارديان أنّه ليس متأكداً أبداً إذا كانت صحيفته يمكن أن تنجو من مقصلة التوقف أم لا. ونادرة هي الدول التي نجت من السقوط في مستنقع الأزمة التي طالت معظم الصحافة الورقية في القارة الأوروبية، حيث استطاعت بعض الحكومات لملمة المشكلة من خلال مساعدات مباشرة للمؤسسات الصحافية. وهذا المشهد السوداوي لا يقتصر فقط على القارتين الأميركية والأوروبية، في ظل نشوء جيل جديد ابتعد عن الصحف الورقية بصورة تكاد تكون شبه كاملة. وأكبر مثال على ذلك، قيام شركة فيرفاكس ميديا ليميتيد، وهي ثاني أكبر مجموعة صحافية في أستراليا، بتسريح 1900 من العاملين بهدف خفض النفقات. لائحة الصحف التي تعاني الوضع المالي ذاته طويلة ، فهل يصحّ ما قاله رئيس مجلس إدارة شركة أمازون، جيف بيزوس، ان الصحف ستصبح منتجاً للرفاهية في نهاية المطاف.