أَصدَرت وكالة التصنيف الدوليّة موديز Moody’s Investors Service هذا الأسبوع تحليلاً إئتمانيّاً لثلاثة مصارف لبنانيّة، ألا وهي بنك عودة وبنك لبنان والمهجر وبنك بيبلوس.
وقد حافظت Moody’s على تصنيف هذه البنوك عند B3، في حين عدّلت النظرة المستقبليّة من مستقرّة إلى سلبيّة، بُعيد تغيير النظرة المستقبليّة للبنان من مستقرّة إلى سلبيّة من قِبَل الوكالة خلال الأسبوع المُنصرم.
وبحسب التقرير الاقتصادي الاسبوعي لبنك الاعتماد اللبناني، فقد حافظت الوكالة على التقييم الإئتماني الأساسي Baseline Credit Assessment للمصارف الثلاثة عند"B3"، وتقييمات مخاطر الطرف الآخر الطويلة الأمد عند B2 cr، بالإضافة إلى التصنيف الوطني الطويل الأمد NSRs عند A3.lb LB-2.
ويعود هذا التعديل في النظرة المُستقبليّة للمصارف بشكلٍ أساسيٍّ للتغيير المذكور في النظرة المُستقبليّة للبنان، الأمر الذي يعكس إعتقاد Moody’s بأنّ تراجُع الجدارة الإئتمانيّة للحكومة ينعكس بشكلٍ كبيرٍ على المصارف، نظراً للترابط القوي والمباشر بين مخاطر الإئتمان السياديّة وميزانيّات المصارف.
وفي هذا السياق، أشارت الوكالة إلى أنّ تعرّض المصارف لمخاطر الإئتمان الحكوميّة قد بلغ 4.7 أضعاف، و6.0 أضعاف، و6.6 أضعاف الأموال الخاصّة الرئيسيّة Tier 1 capital لكلٍّ من بنك عودة، وبنك لبنان والمهجر، وبنك بيبلوس على التوالي في نهاية عام 2017.
وقد ذَكَرَت وكالة موديز أيضاً أنّه وبالرغم من صمود المصارف وسط بيئةٍ تشغيليّةٍ ضعيفة (ما يُعلِّل الحفاظ على تصنيفها)، تبقى جودة القروض ومستويات الربحيّة والقدرة على الإستمرار في جذب الودائع مُعَرَّضة للضغوط في ظلّ أوضاعٍ ماكروإقتصاديّةٍ صعبة (معدّلات نموّ خجولة، مستويات ثقة منخفضة لدى المُستهلكين والمُستثمرين، والشلل السياسي...).
وأشارت الوكالة إلى التنوُّع الجُغرافي المحدود لنشاطات المصارف الثلاثة، ما يجعلها معرَّضة لمخاطر الأحداث event risk على المستوى السيادي.
وعلى المستوى الفردي، سَلَّطت موديز الضوء على نقاط الضعف والقوّة الرئيسيّة لدى المصارف الثلاثة.
وفي هذا السياق، أشارت الوكالة إلى أنّ بنك عودة يحتلّ موقعاً رائداً في السوق المحليّة، مع تحقيقه لمستوى مُرضي نسبيّاً من التنوُّع الجُغرافي ومستوى سيولة كافٍ وبنية تمويل مستقرّة.
من ناحيةٍ أُخرى، ذَكَرَت الوكالة مستوى الرسملة المتواضع لدى المصرف، كما والمخاطر المتعلّقة بتواجُده في تركيا، وهو سوق تدهورت فيه البيئة التشغيليّة للمصارف بشكلٍ كبير.
أمّا فيما يتعلّق ببنك لبنان والمهجر وبنك بيبلوس، فقد أشارت الوكالة إلى أنّ المصرفين يحتلّان مراكز متقدّمة في القطاع المصرفي اللبناني (بين المراكز الأربعة الأولى، مع تمكُّن بنك لبنان والمهجر، على وجه الخصوص، من الحفاظ على مستوى ربحيّة مرتفع)، وكما هي الحال مع بنك عودة، يتمتّعان بهيكليّةٍ تمويليّةٍ مستقرّة ومستوى سيولة كافٍ، في حين أنّ مستوى الرسملة متواضع إذا ما أخذنا بعين الإعتبار التحديّات النابعة من البيئة التشغيليّة المحليّة.
وأخيراً، أشارت الوكالة إلى أنّ أيّ تحسين مُحتمَل في النظرة المُستقبليّة للمصارف الثلاثة مقرون بشكلٍ أساسيٍّ بتحسين النظرة المُستقبليّة للبنان، والذي من شأنه أن يحصل في حال تطوُّر البيئة التشغيليّة المحلّية ووضع المخاطر الخاصّ بلبنان. إلّا أنّ أيّ تخفيض في تصنيف هذه المصارف قد يحصل في حال سُجِّلَ تباطؤٌ ملحوظٌ في وتيرة نموّ الودائع، أو خروج للرساميل بأعدادٍ كبيرة، أو تردّي نوعيّة الأصول، ما قد يؤثّر سلباً على الربحيّة والرسملة.