هل صحيح ان المرأة تصاب بالتوتر والاكتئاب والأرق بمجرد أن يتقاعد زوجها من العمل، ويقضي معظم وقته في المنزل؟ وما هي الأسباب الكامنة وراء ما بات يعرف بـ "متلازمة الزوج المتقاعد"؟ وهل هي ظاهرة تصيب النساء في بلدان محددة او في جميع انحاء العالم؟ أسئلة حاول الباحثون في جامعة "بادوفا" الإيطالية الاجابة عنها، فوجدوا ان هذه الظاهرة هي ظاهرة عالمية، تنتج عن بقاء الزوج في المنزل بعد التقاعد، وعدم قدرة الزوجة على احتمال كثرة طلباته. واعتبروا ان السبب الرئيسي في هذا الأمر، هو أن المرأة عادة ما تقضي وقتها بمفردها في المنزل طوال فترة الزواج، ولا تلتقي مع زوجها الا ساعات معدودة خلال النهار، الأمر الذي يؤدي إلى شعورها بالضيق من وجود "شخص غريب" برفقتها ما ان يتقاعد زوجها. وتتسم هذه المعاناة بالشعور بالإجهاد والتعب الجسدي والاكتئاب الحاد، وهي عوامل تصيب النساء في جميع أنحاء العالم وليس فقط في اليابان، كما كانت تشير الدراسات السابقة. اذ يجد الزوجان نفسيهما فجأة وجهاً لوجه، وعليهما أن يستعدا لقضاء وقت طويل معا، وذلك بعد حياة زوجية عاشها كلاهما بفردية مطلقة. هذا وأشارت الدراسات الى ان المعاناة تكون أكثر شدة بالنسبة للمرأة العاملة، التي تعاني من ضغوط وظيفتها الخاصة، ولا تملك ما يكفي من القوة والنشاط للتعامل مع الطلبات الاضافية للزوج المتقاعد.