هي سيرة نجاح تلك التي سردها نزار شقير في كتابه "نزار شقير... سيرة نجاح" ، عائداً بالزمن إلى طفولةٍ بنى خلالها حلماً تحوّل واقعاً أساسه شغف الشوكولا الذي أوصله إلى تأسيس "باتشي". وقد أطلق شقير كتابه خلال حفل توقيع نُظم في فيلا سرسق – الأشرفية، لبنان، في حضور شخصيات مرموقة، أهل الصحافة وحشد من المهتمّين.
تسرد السيرة الذاتية كافة المراحل التي مر بها هذا الرجل الرؤيوي المبدع وارتباط اسمه بشكل وثيق بتحويل مفهوم التجارة والنظرة إلى الشوكولا في لبنان والعالم. فيشرع نزار شقير بالحديث عن قصته مع الشوكولا من وسط بيئته البيروتية التقليدية وتحدّره من عائلة تجّار عريقة عملت في بيع الحلويات في الأسواق البيروتية القديمة، فيروي للقارئ كيف بدأ طموحه في هذا العالم وسط صعوبات جمّة واتساع الهوة بين أفكاره الثورية في طريقة ممارسة التجارة وبين واقع السوق ومقاربته لهذه المهنة. حلم طفولة شقير ونظرته الثورية سمحا له بخلق أكثر من مجرّد حبّة شوكولا، بل علامة رائدة علا اسمها في مختلف البلدان الإقليمية لأكثر من 42 عاماً.
"الشوكولا هي باتشي"، هذا ما أكّده نزار شقير في كتابه، فكان دائماً يؤمن بتقديم القيمة المضافة للزبون لأن الشوكولا المميّز وحده لا يكفي بل فخامته وقيمته لا تكتملان إلا من خلال الزينة، التصميم والعلبة التي تحتويه. فكان أوّل من اطلق مفهوم هدية الشوكولا، مُحوّلاً شغفه، ابتكاره وإصراره على النجاح حقيقةً ملموسة حملت اسم "باتشي".
وعن مفاتيح نجاحه في هذا المضمار يقول شقير: "لكلّ نجاح في الحياة أو في العمل أسسٌ لا بدّ من أن يُستنَد إليها. لذلك ليس كافياً أن تكون لديك الموهبة أو العلم أو المال.. عليك، إضافة إلى تلك العناصر، أن تتّبع الطريق الصحيح وتؤسّس عملك على قواعد ثابتة ومتينة فلا يهتزّ عند هبوب أوّل عاصفة".
بالفعل صمّم نزار شقير أن تكون الآفاق فقط هي حدوده فأسّس شركة باتشي عام 1974، مُطبّقاً قوله: "رجل الأعمال الريادي يرى أشياءَ لا يراها غيره"؛ ولعلّ باتشي هي المثال الحيّ على تطبيق شقير لتلك العقيدة. ففي كتاب "نزار شقير... سيرة نجاح"، وضع شقير عصارة تجربته لينقلها إلى الأجيال الصاعدة، الطامحة إلى إحداث تغيير في هذا العالم.