وفي الوقت الذي تتعثر فيه أسواق الأسهم ويتراجع بريق العملات، يواصل الذهب صعوده بثقة، وكأنه ينأى بنفسه تدريجياً عن جاذبية الأسواق التقليدية وتقلباتها، وسط أجواء تدعم صعوده مثل القلق الجيوسياسي، والتباطؤ الاقتصادي العالمي، ومخاوف الحرب التجارية.
لماذا يتقدم الذهب بلا توقف؟
قفزت أسعار الذهب اليوم بأكثر من 2% إلى 3500 دولار، مدفوعة بانخفاض العملة الأميركية إلى أدنى مستوياتها منذ أواخر 2023.
وتعززت مكاسب الذهب مؤخراً مع تصاعد التوتر بشأن استقلالية الاحتياطي الفيدرالي، بعد انتقادات حادة من الرئيس الأميركي دونالد ترامب لرئيس المركزي جيروم بأول وتلويحه بإقالته، إلى جانب دعواته العلنية لخفض أسعار الفائدة.
ولكن هناك اسباب أخرى تدفع الذهب للارتفاع وتتلخص كالآتي:
1. مشتريات البنوك المركزية
تمثل البنوك المركزية العالمية العامل الأبرز وراء ارتفاع الذهب، إذ تسعى إلى تنويع احتياطاتها بعيداً عن الدولار الأميركي. وتُعد هذه الجهات مشترين على المدى الطويل، ما يوفّر أرضية داعمة للسوق بغض النظر عن تقلبات الأسعار.
2. الصين واحتياطي الذهب
تملك الصين حالياً نحو 6% فقط من احتياطاتها بالذهب، وهو أقل بكثير من الدول المتقدمة، ما يفتح المجال أمام مشتريات مستقبلية واسعة تضيف دعماً هيكلياً للأسعار.
3. ارتفاع الاستثمار في صناديق ETF
سجلت صناديق الاستثمار المتداولة في الصين شراء 23 طناً في الربع الأول من 2025، و29 طناً إضافياً في أول أسبوعين من أبريل/نيسان، مما يعكس دخولاً قوياً للمستثمرين الأفراد والمؤسسات في آن واحد.
4. مشاركة واسعة من المستثمرين الأفراد
بدأ المستثمرون الأفراد مؤخراً بالدخول بقوة إلى سوق الذهب، عبر صناديق المؤشرات، وشراء السبائك، وحتى أسهم شركات التعدين، ما يعزز الطلب من قاعدة استثمارية جديدة.
5. الضبابية الاقتصادية والجيوسياسية
مع تصاعد القلق من الركود والتضخم والتوترات الجيوسياسية، يواصل الذهب أداءه كملاذ آمن تقليدي ووسيلة تحوّط ضد التضخم والأزمات.
إلى أين قد تصل أسعار الذهب؟
يرى كاميرون جاد، مدير محفظة في مجموعة Victor Smorgon، أن هناك سيناريو معقول لوصول الذهب إلى 4000 دولار للأونصة في حال استمرار وتيرة الطلب من الصناديق والبنوك المركزية.
ما الذي قد يُبطئ هذا الارتفاع؟
- استقرار الأسواق المالية وعودة الثقة بالأسهم
- قوة الدولار الأميركي
- هدوء التوترات الجيوسياسية
- توقف البنوك المركزية عن الشراء
- ارتفاع أسعار الفائدة العالمية
- عمليات جني الأرباح من قبل المستثمرين بعد المكاسب الضخمة
المؤشرات التي يجب متابعتها:
- تدفقات صناديق ETF: ترصد معنويات المستثمرين الأفراد والمؤسسات.
- مشتريات البنوك المركزية: خاصة من الصين، كونها تمتلك حصة منخفضة من الذهب.
- قوة الدولار الأميركي: تؤثر بشكل عكسي على الذهب.
- تقلبات سوق الأسهم: خصوصاً مؤشرات التكنولوجيا مثل ناسداك.
- تحديثات أسعار الذهب من بيوت التحليل الكبرى: أي رفع لتوقعات الأسعار قد يجذب المزيد من المؤسسات.
- الفجوة بين تكلفة الإنتاج وسعر السوق: توسّع الهوامش يعزز أرباح شركات التعدين ويجذب الاستثمارات.