يصل الى لبنان خلال ساعات وفد صندوق النقد الدولي لمتابعة المفاوضات مع الحكومة اللبنانية حول خطة التعافي المالي وسط تلاعب سعر صرف الدولار واستمرار التجاذبات المصرفية - القضائية - السياسية المؤثرة على مسار المفاوضات مع الحكومة اللبنانية.
مصادر مالية مطلعة كشفت للمركزية ان هذه التجاذبات ادت الى تداعيات وخيمة، لا سيما عودة ارتفاع سعر صرف الدولار لان كثيرين لا يريدون الاستقرار المالي والنقدي في البلد، ويحاولون بشتى الطرق التلاعب والمضاربة بالعملة طمعاً بتحقيق الربح السريع ولو على حساب المواطن الفقير والمعدم، وهم استكانوا وتراجعوا حينما اعتمد مصرف لبنان منصة للتداول بسعر صرف الدولار وضبط ايقاع تحركه عند مستويات يريدها رغم الثمن الباهظ الذي كان يدفعه مصرف لبنان لتحقيق ذلك.
وقد استغل المضاربون وبعض التجار والصيارفة وبعض مواقع التواصل الاجتماعي المعروفة، اضراب المصارف واحجام منصة مصرف لبنان عن التدخل بقوة حيث كانت حركة التداول لا تتعدى الـ ٢٥ مليون دولار بعد ان وصلت سابقاً الى ٨٥ و ٩٠ مليون دولار، فعمدوا الى بث الشائعات حول الغاء منصة مصرف لبنان والاتجاه نحو السوق السوداء وامكانية تمديد اضراب المصارف، اضافة الى ما تتعرض له المصارف ان بالنسبة لرؤساء مجالس ادارتها او بالنسبة لما حصل لفرنسبنك من اقفال الخزائن. حتى ان التعميم ١٦١ الذي يحد من المضاربة لم يعد قادراً على ذلك رغم الاتجاه الى تمديده شهراً اضافياً، بانتظار الاجراءات والاصلاحات التي تنوي الحكومة تنفيذها بناء على طلب صندوق النقد الدولي والكفيلة بتعزيز الثقة بالعملة الوطنية وتنفيذ الكابيتال كونترول الذي طال انتظاره والموضوع اليوم على طاولة اللجان النيابية المشتركة.
واكدت المصادر للمركزية ان كل المؤشرات توحي بالسلبية على صعيد سعر صرف الدولار ولعل اهمها المواجهة القضائية - المصرفية المستمرة ان على صعيد المصارف او على صعيد حاكمية مصرف لبنان، على الرغم من توقع تشكيل لجنة برئاسة وزير العدل تضم قضاة ومصرفيين لمعالجة وتخفيف حدة هذه المواجهة، خصوصاً ان الاستمرار بها سيؤدي الى ضرب القطاع المصرفي وينهي بقية القطاعات الاقتصادية وهذا ليس في مصلحة الحكومة التي عليها الاسراع في اطلاق خطة التعافي المالي وهيكلة القطاع المصرفي والاسراع في مفاوضاتها مع صندوق النقد الدولي، وذلك قبيل موعد اجراء الانتخابات النيابية حيث توضع كل القضايا على الرفوف وتنصرف الحكومة والنواب والشعب الى الاستحقاق الانتخابي.
نذكركم انه بات بإمكانكم متابعة صفحة موقع Business Echoes على إنستغرام من خلال الضغط هنا والتي سيكون محتواها مختلفاً عن المحتوى الذي ننشره على صفحة فايسبوك.