كتب باسل الخطيب
إحتفل برنامج UN-Habitat في لبنان التابع للأمم المتحدة، في شهر تشرين الثاني 2021، بمرور خمسة عشر عاماً على تواجده في البلاد، مؤكداً استمراره بدعم اللبنانيين وحاجاتهم كما النازخين، حيث لم توقف الأزمات المتكررة التي حصلت في لبنان، عمل البرنامج بل أصرّ القيمون عليه، على البقاء، للتخفيف من معاناة السكان.
برنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية أو UN-Habitat هو برنامج يعمل نحو مستقبل حضري أفضل، وتتمثل رسالته في تعزيز التنمية المستدامة للمدن في المجالات الإجتماعية والبيئية وتوفير المأوى المناسب للجميع.
ويمكن القول إن برنامج UN-Habitat يعتبر الدفة المُحركة للتغيير والتطوير، إذ يتولى دور قيادي وتحفيزي في جعل فرص التطور تشمل الجميع ولا تترك أي شخص خلفها.
"حين نتكلم عن المدن، نتكلم عن الأفراد وليس عن المباني والطرقات فقط" من هذه العبارة التي ركزت عليها مديرة برنامج UN-Habitat في لبنان تاينا كريستيانسن، يمكن إستخلاص ان الهدف الأساسي لـ UN-Habitat هو البشر وليس الحجر فحسب.
وللغوص أكثر في دور برنامج UN-Habitat التابع للأمم المتحدة، والمشاريع التي يركِّز عليها في لبنان، كان لموقع بزنس إيكوز لقاء خاص مع مديرة برنامج UN-Habitat في لبنان تاينا كريستيانسن، التي أجابت عن هذه الأسئلة.
-
كيف تقيِّمون حضور برنامج UN-Habitat في لبنان؟
نحن متواجدون في لبنان منذ العام 2006، وصلنا عقب حرب تموز وعملنا على اعادة ترميم الاف المنازل في جنوب لبنان، ومنذ ذلك الحين وبسبب الازمات المتكررة في البلاد، ركّز عملنا على الجانب الانساني بالأخص، ودعمنا السلطات المحلية والمجتمعات، لكي تتجاوز بشكل افضل، المحن والمشاكل المختلفة التي عصفت بالبلاد. ثم انتقلنا الى معالجة ازمة النازحين السوريين عام 2011، حين توسّع عمل المجتمع الدولي في لبنان، لدعم السلطات اللبنانية وبالأخص البلديات، لكي تستقبل بشكل افضل مليون ونصف المليون لاجئاً، علاوة على الخدمات الاساسية التي على لبنان ان يقدِّمها للبنانيين.
لذا ان اردنا ان نقيّم عمل برنامج UN-Habitat في لبنان، فلقد أكّدت الأزمة الحالية والتراكمات المتعاقبة على أهمية مهمتنا وضرورة التخطيط الحضري. فالمشاكل التي يواجهها الناس لناحية الخدمات الأساسية والمسكن والسلامة وغيرها هي نتيجة غياب التخطيط الحضري الجيد.
-
كيف يقوم البرنامج بدعم الحكومة؟
ندعم الحكومة المحلية، لتضع خطة طوارىء، لتعالج مشكلة التنظيم المدني بشكل أفضل، لأننا حين نتكلم عن المدن، نتكلم عن الأفراد وليس عن المباني والطرقات فحسب، نتحدث عن النساء الأطفال وأصحاب الحاجات الخاصّة، فالمدن هي للافراد وليست فقط للسيارات.
-
هل يمكن لكِ أن تعطينا نبذة عما تقومون به؟
نعم بما ان 90 في المئة من السكان في لبنان، يقيمون في المدن، فإن قسماً كبيراً من اعمالنا، يتمحور حول الرؤية المستقبلية، وهذه المدن كلها مقتظة، ولا يمكنها ان تؤمن الخدمات الضرورية للافراد، ولطالما حاولنا ان تكون لدينا نظرة مستقبلية للأمور، لدعم الحكومة لإقامة سياسة تنظيم مدني، تتوجه وتراعي شؤون الأطفال وأصحاب الإرادة الصلبة والنساء، وتحاول ان تواجه الازمات على الفور، مع الأخذ في الإعتبار التنمية على المدى البعيد.
-
كيف تموّلون مشاريعكم في لبنان؟
في لبنان هناك 26 منظمة تابعة للأمم المتحدة وهوعدد كبير بالنسبة لبلد بهذا الحجم. فمشاريعنا ممولة من عدد من الجهات المانحة من الدول الاوروبية والدول الشمالية، اضافة الى الجانب الاسيوي ودول الخليج. فلقد استقطب لبنان الكثير من الدعم لكي يتمكن من مواجهة الازمات، التي تؤثر على الشعب.
حالياً لدينا ما بين 10 و12 مانحاً، حيث تعدّ ايطاليا من الجهات المانحة منذ وقت طويل اضافة الى النروج وسويسرا والسويد، وبولندا والمانيا، وغيرهم. كما نتلقى أحياناً هبات من منظمات الأمم المتحدة الشقيقة. ولدينا شركاء في المؤسسات الأكاديمية، فلبنان يتميّز بقطاع أكاديمي ممتاز ذات خبرات عالية جداً. وبفضل شراكاتنا معهم نتمكّن من تحديد المشاكل على أرض الواقع، ونقترح الحلول ونطرحها على الجهات المانحة ونأمل أننا نحقق النجاح.
الشراكة مهمة جدا بالنسبة لبرنامج UN-Habitat في لبنان. ولكن لا يرغب البرنامج ان يبقى في لبنان الى الأبد، فالأمم المتحدة او المنظمات غير الحكومية لا يهدفن الى البقاء في بلد ما الى الأبد، فمن المفترض ان نأتي ونقدم الدعم. ونحن لا نريد ان تصبح البلدان معتمدة بشكل كامل على المساعدات الخارجية.
ولناحية المشاريع، فنحن نؤمّن التمويل ونصمّم المشروع، ونقوم بالعمل الميداني ثم نراقب وننفذ المشروع. أمّا في لبنان نعمل في اغلب الاحيان على البنى التحتية وإعادة التأهيل، ومشاريع المياه، والطرقات والنقل والسكن... ولكي نتمكّن من تنفيذ المشاريع على الأرض، غالباً ما نتعاون مع مقاولين، معظمهم من اللبنانيين. كما نلتزم بقواعد صارمة للغاية في الأمم المتحدة، ولدينا تقييم صارم جداً للذين يرغبون في التعامل معنا، فنحن نأتي بخبراتنا ونمكِّن المنظمات غير الحكومية لكي تطبّق مشاريعنا، بحسب معاييرنا المعتمدة، خاصّة تلك المتعلقة بإحترام البيئة. وأيضاً نحن نتعاون مع شراكائنا الاكاديميين على إنشاء الدراسات و لدينا الكثير من المنشورات المتعلقة بها.
نذكركم انه بات بإمكانكم متابعة صفحة موقع Business Echoes على إنستغرام من خلال الضغط هنا والتي سيكون محتواها مختلفاً عن المحتوى الذي ننشره على صفحة فايسبوك.