عقد رئيس "هيئة الطوارئ لإنقاذ مدينة طرابلس" جمال بدوي مؤتمرا صحافيا تناول فيه قرار بلدية طرابلس القاضي برفض مشروع مرآب ساحة التل، وقال: "ان الهيئة خاضت معركة توقيف المرآب تحت شعار وقف التخريب في المدينة، وثبتت مع نخبة قليلة من المجتمع المدني حتى النهاية. وأيد 87 في المئة من طرابلس حملتها فانتصرت. وخاضت الانتخابات البلدية تحت شعار الإنقاذ وتغيير عقلية المزرعة وتحريرالمدينة من إستباحة منظومة الفساد لها، وحققت مع شركائها في المجتمع المدني إنجازا غير مسبوق في لبنان حيث أثبت الشعب قدرته على كسر الهيمنة السياسية وإيصال مجلس بلدي غير مدين في أكثريته للسياسيين"، لافتا الى ان "هذا الإنجاز لم تواكبه إنطلاقة مميزة للعهد البلدي الجديد، واستمرت المحسوبية ومسايرة السياسيين ولم يتحقق شيء من التوجه الإصلاحي والبرامج والخطط والوعود الانتخابية، إلا قرار إلغاء مشروع المرآب الذي صدر مؤخرا".
واعتبر أن "إفشال البلدية وابعادها عن خطط هيئة الطوارئ لإنقاذ مدينة طرابلس وعن برنامج لائحة إنقاذ طرابلس، لا يهدف إلى استمرارية المزرعة في البلدية فحسب، بل وإلى إحباط الناس وانتزاع الأمل الذي أعطيناه لهم بإمكان التغيير حتى يبقى القديم على قدمه، ويعيدون الجمهور إلى حظيرة الخضوع والتجديد للسياسيين بعد هزيمتهم في الانتخابات البلدية".
واعلن البدوي "تمسك الهيئة ببرنامج لائحة إنقاذ طرابلس ومطالبة رئيس وأعضاء المجلس البلدي بتنفيذه والوفاء بالتزاماتهم تجاه المدينة ووعودهم الانتخابية، فهم المسؤولون أولا وأخيرا عن ذلك".
كما حض على "توفير إرادة سياسية مؤمنة بإنقاذ المدينة ومحاربة الفساد، في ظل تقاطع مصالح السياسيين مع منظومة الفساد وهيمنة الشبيحة على المدينة". ودعا "المجتمع المدني إلى خوض الانتخابات النيابية وإعطاء الشعب خيارا آخر غير التجديد الحتمي للطبقة السياسية، على غرار ما قمنا به معا في الانتخابات البلدية، مع التأكيد على إنجاز الإستحقاق الإنتخابي النيابي في موعده الدستوري، مهما كان قانون الإنتخاب، فالصدقية وانتظام عمل المؤسسات أهم من المحاصصة ومصالح الطبقة السياسية".
كما اطلق البدوي شعار "طرابلس أولا"، لان المدينة أثبتت عبر العصور وفي أحلك الأزمنة، أنها تؤمن بدولة المؤسسات والعيش المشترك، إلا أنها لم تلق من الدولة إلا إهمالا وتهميشا. ولذلك نرى أن شعار طرابلس أولا، يجب أن تكون له الأولوية المطلقة وأن يكون إنقاذ طرابلس وتحصيل حقوقها وتفعيل مرافقها واستثمار مكامن القوى فيها وتأمين العيش الكريم للمواطنين والقضاء على مناخ الإحباط واليأس". كما دعا "السياسيين في المدينة إلى العزوف عن الترشيح الى الانتخابات البرلمانية في ظل في ما وصلت إليه المدينة من أحوال مأساوية وحرمان متماد".