شارك رئيس مجلس إدارة المؤسسة العامة لتشجيع الاستثمارات في لبنان المهندس نبيل عيتاني على رأس وفد من المؤسسة في مؤتمر الطاقة الاغترابية الذي تنظمه وزارة الخارجية والمغتربين في البرازيل في 27 و28 تشرين الثاني الحالي.
وكانت للمهندس عيتاني كلمة في جلسة "استعراض الفرص من خلال الانتشار اللبناني: الاستثمار في لبنان والتجارة الثلاثية" ركز فيها على إشراك جميع المغتربين اللبنانيين او المتحدرين من اصل لبناني في التنمية الاقتصادية للبنان وذلك من خلال ربط جزء من اعمالهم ونشاطاتهم واستثماراتهم مع لبنان وإليه ودعوتهم للاستفادة من الفرص الاستثمارية المتاحة في لبنان.
وقال: "إن للبنان طاقات مميزة في الخارج أثبتت حضورها على أكثر من صعيد، سواء في السياسة أو في الاقتصاد او غيرها من المجالات. وقد كان لها عبر الزمن مشاركات وروابط عديدة مع لبنان، تجسدت في اوجه عدة ومنها التحويلات المالية التي تجاوزت 7 مليارات دولار في العام 2015 وشكلت ما نسبته 17 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي. والمطلوب اليوم هو تمتين الروابط مع هذه الطاقات وزيادتها لتتخطى التحويلات المالية وصولا إلى نسج رباط اقتصادي متين معها".
وأوضح المهندس عيتاني أنه رغم الأحداث التي تمر بها المنطقة، حافظ لبنان على مستويات جيدة من الاستثمار الأجنبي المباشر، الذي بلغ 3,2 مليارا في العام 2015، مسجّلاً 6,7 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي. وأعلن انه خلال العام الماضي، تم تسجيل 90 مشروعا استثماريا في لبنان منها 44 مشروعا أجنبيا. وأشار إلى أنه كان للشركات الأوروبية الحصة الأكبر باستحواذها على نسبة 48 في المئة، فيما حلت الشركات العربية في المرتبة الثانية بنسبة 32 في المئة. وأمل ان تؤدي الانطلاقة الجديدة في الحياة السياسية في لبنان مع انتخاب رئيس للجمهورية إلى استعادة المستويات التي تم تسجيلها سابقا على الصعيد الاقتصادي بشكل عام والاستثماري تحديدا.
وعدد عيتاني القطاعات الإنتاجية في لبنان التي تتمتع بجهوزية للنمو وتظهر فرصا واعدة لم يتم استثمارها بعد على النحو المطلوب، على غرار تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، والإعلام وصناعة الأدوية والسياحة والصناعات الغذائية.
وختم: "إن "ايدال" تسعى إلى لعب دور محوري في عملية التواصل مع الانتشار اللبناني وبناء رابط متين ووثيق معه، حيث أننا نعمل منذ سنوات عدة بالتعاون مع المؤسسات الدولية خصوصا EUROMED MIGRATION ومشروع MedGeneration لزيادة فعالية الرابط الاقتصادي بين لبنان وأبنائه المغتربين جهة أخرى. وهي تبدي انفتاحا كاملا ازاء الشأن الاغترابي، واستعدادا مطلقا لمساندة المشاريع في القطاعات الإنتاجية وتقديم الحوافز والتسهيلات لها".
هذا، وقد عقد المهندس عيتاني مع الوفد المشارك لقاءات مع العديد من الشخصيات في البرازيل، ومن بينهم المطران ادغار ماضي حيث زاره في الأبرشية المارونية في ساو باولو. كما اجتمع برئيس بلدية ساو باولو فرناندو حداد.
والتقى المهندس عيتاني رئيس اتحاد الصناعيين في البرازيل باولو سكاف الذي دعا إلى التعاون الاقتصادي والاستثماري بين البلدين. وأكد عيتاني من ناحيته على ان العمل يجب ان يتم على محاور ثلاثة: أولا، الاستثمار المباشر والاستفادة مما يتمتع به لبنان من ميزات وفرص، وثانيا، تعزيز التجارة الخارجية للبنان من خلال تعزيز التواصل مع الجاليات اللبنانية وثالثا الاستعانة بالمقومات والخدمات التي توفرها المؤسسات اللبنانية ونسج شراكات إنتاج حقيقية بين المؤسسات الاغترابية واللبنانية.
ويشكل هذا المؤتمر تظاهرة اغترابية استثنائية نظرا لحجم الجاليات اللبنانية في دول أميركا اللاتينية وأميركا الوسطى وتاريخيها، في ظل مشاركة اكثر من ألف شخصية اغترابية من مختلف دول أميركا اللاتينية بينهم رؤساء ووزراء ونواب ومحافظين ورؤساء البلديات فضلا عن أكاديميين وخبراء ورجال أعمال وإعلاميين، وجميعهم من اللبنانيين المغتربين أو المتحدرين من أصول لبنانية.