شارك وفد مصرفي لبناني كبير مؤلف من 30 مصرفياً في الاجتماعات السنوية المشتركة لصندوق النقد الدولي والبنك الدولي، التي انعقدت في واشنطن خلال الفترة الممتدة بين 1 و5 تشرين الأول 2016.
وأقامت السفارة اللبنانية في العاصمة الأميركية عشاء على شرف حاكم مصرف لبنان والوفود اللبنانية المشاركة من المصارف ومن مصرف لبنان ومن وزارة المالية ومن مجلس الإنماء والإعمار، بحضور بعض كبار المسؤولين الأميركيين المعنيّين بالشأن اللبناني من وزارة الخزانة الأميركية ووزارة الخارجية ومجلس الأمن القومي.
ونظَّمَت جمعية المصارف بدورها، وبالتعاون مع مجموعة " فايننشال تايمز" حفل استقبال تميَّز بحضور مصرفي لافت، من قبل المصارف التي تتعامل معها المصارف اللبنانية في شتى أنحاء العالم. ولمناسبة هذه الاجتماعات، عقد وفد من مجلس إدارة الجمعية لقاءَات عمل في واشنطن مع بعض كبار المسؤولين المعنيّين بالشأنين المصرفي والمالي في وزارة الخزانة الأميركية ووزارة الخارجية ولجنتي الخدمات المالية والشؤون الخارجية في مجلسي النواب والشيوخ. وقد أكد جميع المسؤولين الأميركيين خلال هذه اللقاءَات موقفهم الداعم للبنان ولتقوية دوره كنموذج في المنطقة، وأهمية الحفاظ على استقرار لبنان الذي يستند برأيهم إلى ركيزتين، هما القطاع المصرفي والجيش اللبناني.
كما كرّر هؤلاء المسؤولون الإشادة بدور القطاع المصرفي الرائد لجهة حسن احترامه للقواعد المصرفية العالمية، ومنها بخاصة تلك المتعلّقة بمكافحة تبييض الأموال وتمويل الإرهاب.
وبالانتقال إلى نيويورك، عقد وفد مجلس إدارة الجمعية لقاءات عمل مع المسؤولين التنفيذيين ومدراء الالتزام والتحقق في المصارف الأميركية الأساسية المراسلة للمصارف اللبنانية، وهي تحديداً ستاندرد تشارترد بنك، بنك أوف نيويورك، سيتي بنك، وجي.بي.مورغن. بالإضافة إلى اجتماع موسّع في البنك المركزي الأميركي في نيويورك.
وتركَّز النقاش خلال هذه اللقاءات المصرفية على آليات عمل المصارف اللبنانية فيما يخصّ الالتزام بالمعايير والقواعد التي تعتمدها المصارف الأميركية نفسها، خصوصاً في مجال مكافحة تبييض الأموال وتمويل الإرهاب. وأبدى المسؤولون المصرفيون ارتياحهم لشفافية التعامل مع المصارف اللبنانية ولسرعة التجاوب مع الإيضاحات التي يطلبونها. وخلافاً لتوجّه العديد منها إلى تقليص علاقات المراسلة (De-Risking) مع العديد من الدول والمصارف في العالم، أثنى المصرفيون الأميركيون على مهنية المصارف اللبنانية وعلى متانة علاقات المراسلة معها وأكّدوا على استمراريتها وتقويتها ونجاحها.
وساهمت زيارة وفد مجلس إدارة الجمعية في تأكيد جدية التزام لبنان كمؤسسات وكدولة بالمعايير العالمية وبخاصة الأميركية منها وكل من موقعه وفي حدود مسؤوليته: المصارف من خلال الممارسة الشفافة في تطبيق هذه النظم والمعايير، ومصرف لبنان من خلال مجموعة التعاميم ذات العلاقة التي أصدرها والدولة اللبنانية من خلال القوانين المالية الأربعة التي أقرَّتها. كما ساهمت الزيارة في تعزيز مكانة لبنان المالية في المنظومة المصرفية العالمية بالرغم من كل التحديات الإقليمية المحيطة بنا.
وكانت مناسبة أكَّد خلالها المسؤولون الأميركيون في الكونغرس والإدارة وبنك الاحتياطي الفيدرالي نيويورك والمصارف المراسلة في نيويورك الاطمئنان والحرص على مكانة لبنان واستقراره وسلامة العمل المصرفي فيه.