لم يكن فيروس كوفيد-19 مجرد صاعقة عشوائية، لكنه كان بمثابة كارثة طبيعية من صنع البشر ونتاج للتوسع الحضري الشامل والتعدي المدمر على الطبيعة.
ورغم أن 2020 كان عاماً صعباً، لكن مدير المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية، مارك ليونارد، يعتقد أن هناك عدة أسباب تجعل المرء يشعر بالتفاؤل بشأن العام الجديد 2021، منها:
السبب الأول وهو السبب الأكثر وضوحاً ويتمثل بفوز جو بايدن بالرئاسة الأميركية ما قد يحمل تداعيات مهمة في كافة أنحاء العالم نظراً لتعاطيه مع القضايا العالمية بطريقة مختلفة تماماً عن طريقة الرئيس دونالد ترامب.
أما السبب الثاني يكمن في أن لقاحات كوفيد-19 أصبحت متاحة، وهذا من شأنه السماح بالعودة التدريجية للحياة الطبيعية.
وبالنسبة للسبب الثالث الذي يدعو للتفاؤل، فكان الأنباء المشجعة فيما يتعلق بتطورات حماية المناخ، حيث ان أزمة كورونا دفعت الكثيرين للتنبه من أن يقودنا التلوث المناخي إلى أزمة أضخم من جائحة كوفيد-19، وبالتالي باتت الحكومات تواجه ضغوطاً متزايدة للاستثمار في التكنولوجيات اللازمة للتحول السريع نحو الطاقة النظيفة وتجنيب العالم المزيد من الفيروسات.
أما السبب الرابع فهو تسبب الفيروس في إعادة النظر في النظام العالمي، فبدلاً من العولمة المفرطة غير الخاضعة للتنظيم، تبحث العديد من القوى عن طرق للتوفيق بين الرغبة في الحصول على السلع الرخيصة والتكنولوجيات المتقدمة وغير ذلك من المزايا والفوائد المترتبة على التجارة، مع الاحتفاظ بقدر أكبر من السيطرة على الشؤون الداخلية.