مع تطوّر التّكنولوجيا يومًا بعد يوم، واتّصال الإنترنت بمعظم الأجهزة، كالبرّادات والسّيّارات، يتخوّف عددٌ كبيرٌ من المستخدمين من القراصنة، وإمكانيّة تحكّمهم بعددٍ هائلٍ من أجهزتهم.
وتعتبر السّيّارات الحديثة من أخطر الآليّات والأجهزة الّتي قد يخترقها القراصنة. حيث أنّ هذه السّيّارات (المصنّعة بعد عام ٢٠٠٠، وبحسب السّيّارة) تتحلّى بشبكة اتّصال بين مكوّناتها، تدعى CAN bus، وفي قلبها حاسوبٌ يتحكّم بكلّ شيء. حيث أنّه، عندما يدوس السّائق على المكابح، فإنّ الحاسوب في CAN bus هو الّذي يأمر بتخفيف سرعة السّيّارة، وليست الوصلات الميكانيكيّة، لأنّها غير موجودة أصلًا.
هل حدث هذا الأمر قطّ؟
عرضت مجلّة Wired الأميركيّة محتالين يسيطران على سيّارة Jeep عن بعد، بحيث أنّهما تحكّما بالنّوافذ، المذياع، التّدفئة، ومن ثمّ أطفؤوا المحرّك، في منتصف الطّريق السّريع (الرّابط في الأسفل). كما أنّ مجلّة Motherboard التّابعة لـVice قد عرضت شابًّا يقود سيّارةً مقرصنةً عن بعد. إضافةً إلى ذلك، فإنّ بعض الأشخاص تمكّنوا من التّحكّم بسيّارة Tesla Model S من خلال وصل حاسوبهم بالسّيّارة في مقعدها الخلفي.
إذًا، هل التحكم بأيّ سيّارةٍ يتطلّب فقط اتّصال القرصان بالحاسوب المركزي للمركبة؟
نعم، لكنّ الأمر ليس بهذه البساطة. ففي الحالتين المستعرضتين من قبل Wired و Motherboard، كان القراصنة قد قضوا وقتًا طويلًا مع السّيّارة (حوالي السّنة في الحالة الأولى، بحيث كانت السّيّارة لهما) للتّمكّن من السّيطرة عليها. أمّا في حالة الـModel S، فإنّ القراصنة لن يتمكّنوا من فعل شيئٍ إلّا إذا كانوا داخل السّيّارة. كما أنّ اتّصال السّيّارة بالإنترنت أمرٌ أساسي. ويجدر بنا لفت الانتباه إلى أنّ الثّغرات الّتي استخدمها القراصنة للتّحكّم بالسّيّارات قد تمّ إصلاحها من قبل الشّركات المعنيّة.
إذًا، فإنّ سيطرة شخصٍ غريبٍ على سيّارتكم أمرٌ مستحيل، إذ إنّ كلّ سيّارةٍ تختلف عن الأخرى، والأمر صعبٌ ومكلفٌ جدًّا. لكن هذا لا يمنع الحكومات من السّيطرة على سيّارة أحدٍ تريد التّخلّص منه.
إذا أردت رؤية سيّارة الـJeep تحت سيطرة القراصنة، إضغط هنا.