يصعب على الموظفين عادة معرفة كيف يمكنهم الارتقاء إلى منصب إداري أعلى، حتى إن توافر هذا المنصب داخل الشركة. إذ ليس من الواضح ماذا ينبغي على الموظف فعله ليلاحظ رئيسه أنه أصبح مؤهلا لتولي منصب أكبر.
وفي هذا الاطار، تقول خبيرة الإدارة سوزي ويلش في مقابلة مع الـ "سي إن بي سي"، انه يجب على المرء إظهار قدرته على تحمل المسؤوليات الجديدة باستمرار وتفهم الدور الذي يجب أن يلعبه في منصبه الإداري المحتمل.
كما أن نيل المكانة الإدارية الأعلى تستوجب إظهار الأهلية لها ليس فقط على المستوى الفردي وإنما على مستوى قيادة الفريق، مشيرة إلى أربع طرق يمكن للموظف من خلالها إبداء جاهزيته نستعرضها كالتالي:
1. بناء سجل حافل: على الموظف الذي يطمح بهذا المنصب تلبية بل تجاوز التوقعات المتعلقة بالدور الذي يقوم به حاليا، ليبني سجلا مليئا بالإنجازات، فالقيادة العليا في الشركة تريد التأكد من أنه أدى بشكل مميز بين كافة الفرق التي انضم لها. وبحسب سوزي ويلش لا بد من أن تسأل نفسك بعض الأسئلة، مثلا هل أعمل بشكل جيد مع الآخرين؟ وهل أجد حلولا للمشاكل وآخذ بزمام المبادرة؟ وهل ألهم الآخرين؟. فإذا كانت الإجابة بنعم فأنت في وضع جيد وإن لم تكن كذلك فعليك أن تصبح أكثر تعاونا.
2. الوفاء بالالتزامات: يتعين على المديرين متابعة مشاريعهم طويلة الأجل، والإشراف على المهام، وإن كان الموظف يرغب في نيل المكانة الإدارية حقا فعليه أن يظهر اجتهاده. وغالبا ما يريد المسؤولون في الشركة التأكد من حب المرشح لشغل منصب مدير لتحقيق النتائج لا الاستماع الى صوته فقط. وإذا كان الشخص منظما وملتزما فسيكون رؤساؤه على علم دون شك، وإن لم يكن كذلك فعليه خوض بعض التعديلات الشخصية. على سبيل المثال، عليه تحديد مواعيد نهائية لإتمام مهامه والاحتفاظ بقائمة مهام، الى جانب تعلم الطريقة الصحيحة لقول "لا" بينما لا يزال محتفظا بمكانه كعضو في فريق العمل.
3. الحفاظ على علاقة إيجابية مع الزملاء: لا يعني ذلك ضرورة أن يكون الشخص محبوبا ليتم ترقيته، ولكن ما يؤثر بشكل أكبر هو مدى الاحترام الذي يحظى به الموظف يحظى بين زملاءه، فأيا كانت مهاراته أو درجة نضجه أو طريقته في إلهام الآخرين، فلا بد أن يعامله من حوله بجدية. هذا ومن الضروري أيضا التخلص من العادات المهنية السيئة، مثل الوصول متأخرا وارتداء الملابس غير المناسبة للوظيفة.
4. التعامل مع الجوانب الإدارية الجوهرية: ان تولي الإدارة ليس سبيلا للسعادة دائما، فقيادة الشركة تريد مديرا لا يتجنب الأجزاء الأقل مرحا في وظيفته، اذ عليه توجيه الفريق وتوظيف الأعضاء الجدد وكتابة الملاحظات عن الأداء وتسوية الخلافات. هذا يعني التنسيق مع الموارد البشرية وإدارة الأوراق والمهام الإدارية الأخرى، وهنا لا بد من إظهار القدرة على فعل ذلك دون تردد أو استياء، الى جانب القدرة على خوض التحدي ومعرفة كيفية التواصل بشكل جيد مع الآخرين.