شكّل تصويت الشعب اليوناني بـ لا على شروط المقرضين الدوليين لقاء الاستمرار في تقديم مساعدات مالية لأثينا، تفويضا واضحا للحكومة اليونانية يعزز موقفها في المفاوضات مع الدائنين. ورأى رئيس دائرة الابحاث في بلوم انفست مروان مخايل في حديثه لموقع Business Echoes، ان نتيجة الاستفتاء كانت ردة فعل طبيعية للشعب اليوناني، فهو بعد اربع سنوات من الاجراءات الصارمة على صعيد المالية العامة والاقتصاد، كان من الطبيعي ان يرفض اليونانيون مزيدا من الاجراءات الصارمة، التي سيتم فرضها عليهم في المستقبل، لسبب بسيط فالناتج المحلي اليوناني تراجع في اربع سنوات بنسبة 26 في المئة، بينما كان من المتوقع انخفاضه خلال اول سنتين، نتيجة الاجراءات الصارمة ليعود النمو بعد ذلك، الا ان ذلك لم يحصل علما ان اليونان نفذت معظم ما طلب منها خلال السنوات الاربع، من قبل صندوق النقد الدولي والاتحاد الاوروبي، وقامت باجراءات اقتصادية كتخفيض الرواتب بنسبة ثلاثين في المئة، وحسّنت الضرائب وخفضت نفقاتها، حتى تحولت من عجز بموازنتها بنسبة 15 في المئة من الناتج المحلي الى فائض بنسبة واحد في المئة من الناتج المحلي، في حين يُطلب منها المزيد ان تصل الى حدود 4.5 في المئة كفائض اولي من الناتج المحلي.
واوضح مخايل انه من الطبيعي ان يرفض اليونانيون ذلك لانهم لم يروا اي بصيص امل، نتيجة هذه الاجراءات الصارمة بل لمس تدهورا في وضعهم المعيشي عاما بعد عام.
وقال مخايل انه قبل اجراء الاستفتاء كانت التوقعات تشير الى خروج اليونان من الاتحاد الاوروبي بنسبة تصل الى سبعين في المئة في حال صوّت اليونانيون بـ لا، بينما اليوم وبعد التطورات المتسارعة، اصبحت نسبة خروج اليونان من الاتحاد لا تلامس الاربعين في المئة لعدة اسباب منها ما هو سياسي حيث ان خروج اليونان من الاتحاد قد يتسبب باستقواء للاحزاب اليسارية في الاتحاد الاوروبي، كما ان خروج اليونان ونجاحها خارجه يشكل خطراً.
ويمكن لاسباب سياسية ان تضغط روسيا على الاتحاد الاوروبي عبر التدخل وتقديم بعض السيولة لليونان.
وهناك مؤشرات صدرت الاثنين اولها استقالة وزير المالية اليوناني علما انه كان مؤيدا للاستفتاء وصوت بلا ونجح ، وقد استقال بسبب ضغوط اوروبية لانهم يرفضون التعامل معه فكان هناك تنازلا من قبل رئيس الوزراء اليوناني تسيبراس للاتحاد عبر الطلب من وزير المال الاستقالة ليبرهن لهم عن حسن نية انه مستعد للتفاوض.
وهناك سبب ان الناطق بإسم المتشارة الالمانية انجيلا ميركل الذي قال ان الابواب لا تزال مفتوحة امام اليونان للبقاء في اليورو، ولكن عليها ان تقدم تنازلات فرموا الكرة بملعب اليونان وهم مستعدون للتفاوض وهناك فرصة للتلاقي بين اليونان والاتحاد الاوروبي. وهذه حسب مخايل فرصة امام اليونان لأن تبقى في الاتحاد، معبّرا عن رايه ان اليونان دفعت ضريبة خروجها من اليورو، لأنه اصبح هناك تقييد لرؤوس الاموال وسجل الاقتصاد تراجعا، فهي اذا خرجت من منطقة اليورو لن يحصل لها شيء اكثر مما حصل.
خاص Business Echoes
حاوره باسل الخطيب
[email protected]