كانت تربية البزاق في لبنان بدائية ومحصورة بمجموعة من الاشخاص، يمارسونها عبر طريقة عشوائية دون اختصاص، وكانوا يصدرون انتاجهم القليل الى فرنسا واسبانيا. وبحسب المدير العام لشركة
Investment Funds Securities انطوان سعاده فقد اكتشف العالم اليوم، ان البزاق ليس فقط معدا للاستخدام على المائدة كطبق رئيسي، بل يدخل في صناعة الدواء ومواد التجميل، كما ان علماء يابانيين اكتشفوا وبعد 12 عاما من التجارب، ان البزاق هو الحيوان الوحيد الذي لا يمرض ولا يصاب بفيروس لاحتوائه على اقوى مضاد حيوي في العالم وبالتالي من يربيه لا يحتاج الى طبيب بيطري، كما يحصل مع تربية المواشي والدواجن .
ويقول سعاده ان السياسي نوفل ضو وفي حراكه السياسي في كسروان ومباحثاته معه لوضع خطط اقتصادية يستفيد منها اهالي كسروان وتخلق فرص عمل للشباب، ادى الى معرفته برئيس احدى البلديات في ايطاليا، وهو الذي اعطى اهتماما كبيرا لتربية البزاق في ايطاليا، وتعليمها ما ادى الى فتح فنادق ومؤسسات سياحية، مخصصة لمن يأتي الى المنطقة بهدف تربية واستيراد البزاق لبلاده. ويضيف سعاده في حديثه لموقع Business Echoes انه قد تبين فيما بعد للايطاليين، ان انتاج البزاق في لبنان يعتبر افضل منه في اوروبا، لان مدة الثلوج في لبنان اقل وبرودة الطقس هي بطريقة معتدلة، وكلفة انتاجه في لبنان هي اقل من اوروبا حيث اجرة العامل في اليوم في لبنان، توازي ما يتقاضاه العامل في اوروبا في ساعة واحدة.
وقد تم الاتفاق بين ضو والجهة الايطالية المولجة تربية وتسويق البزاق على ان تشتري كل انتاج لبنان من البزاق . وبحسب سعاده فانها المرة الاولى في لبنان التي يتم فيها تسويق منتج زراعي، او حتى صناعي سلفا، فلا يحتاج المزارع الى الانشغال بالبحث عن اسواق لتصريف انتاجه من البزاق لانها مهيأة سلفا. ويقول سعادة : "بعد دراسات عدة للجدوى الاقتصادية، يمكن للبزاق ان يكون زراعة بديلة بامتياز لكثير من الامور، وهنا لا نتكلم عن الممنوعات، فيمكن القول زراعة بديلة عن الزراعات التي اصبح انتاجها عبئا ثقيلا على الدولة وعلى المزارع ، وكما هو معروف فاللبناني يرى ماذا يزرع جاره ويحذو حذوه، ما يؤدي الى حصول فائض في الانتاج، في حين انه فيما يتعلق بالبزاق، فلن يكون هناك فائض لان حاجات الغرب تفوق الانتاج المعروض، وايطاليا ستشتري كل انتاج لبنان من البزاق لحاجتها اليه ، فاستهلاكها السنوي من البزاق يبلغ 48 الف طن بينما يبلغ الاستهلاك في فرنسا 375 الف طن، و245 الف طن لاسبانيا، و90 الف طن في اليونان، لكن الطلب يفوق العرض". وبحسب سعاده فان الحديث هنا عن البزاق الذي يستهلك للطعام، اما اليوم فالطلب عليه لصناعة الدواء وادوات التجميل. ويكشف سعاده انه لهذه الاسباب ومنذ اختتام فعاليات مؤتمر تربية البزاق في جامعة الكسليك، بدأ المهتمون يتوافدون لمعرفة كيف يمكن اللجوء الى هذه التربية. في حين انه على المهتمين التواصل مع شركة IFS على رقم الهاتف 009615956906 لانها المولجة بدراسة الملفات المالية للمزارعين، كما ان الشركاء في المؤتمر كانا البنك اللبناني الفرنسي وبنك البركة وهما مصرفان مهتمان بزراعة البزاق وبالتمويل الذي يخضع لاحكام القروض المدعومة من كفالات او قرض مصرف لبنان . ويوضح سعاده ان بزرة البزاق تستورد من ايطاليا من ثم تضع كل بزاقة 120 بيضة يولد منها ثمانون بزاقة، ويتم اختبار الارض لاختيار البزاقة المناسبة لها، وسيكون اول مختبر لتربية البزاق موجودا في جامعة الكسليك وتم تمويله من قبل البنك اللبناني الفرنسي.
يذكر ان كل 1000 متر مربع من الارض ينتج طن واحد من البزاق يباع بـ 5000 آلاف دولارا اميركيا وهو ما يقارب نصف سعره في اوروبا. وكلما زاد حجم هذه الزراعة، كلما زاد ضخ العملة الصعبة في لبنان.
ويمكن تربية البزاق في لبنان في اي بقعة ارض متساوية، سواء كانت في الساحل او في الجبال، فكل تربة تنتج نوعا معينا من البزاق . اما عن الزراعات التي تزرع كغذاء للبزاق فهي الملفوف والشمندر والسلق ودوار الشمس . سعاده لفت الى ان رئيس الجمهورية ميشال سليمان فاجأ الجميع في المؤتمر الذي عقد في كلية الهندسة الزراعية بجامعة الكسليك عندما رعى وحضر مؤتمرا يتعلق بزراعة وتربية وانتاج البزاق حيث تمكن بعد جلسات مطولة ان يقدر اهميته الاقتصادية الى لبنان.
زراعة سهلة خالية من الامراض، تدر عائدات كبيرة، ويقوم المزارع بزرع الارض ليأكل منها البزاق حتى يصبح وزن الواحدة 11 غراما ثم يتم تصديرها الى ايطاليا.
بيروت - الان القارح