نظّم تجمع رجال الأعمال اللبنانيين غداء حواريا مع سفراء دول أفريقيا الجنوبية، مصر، المغرب، نيجيريا، السودان، تونس، وساحل العاج، بحضور وزراء لبنانيين وهيئات دولية واقتصادية لبنانية.
رئيس التجمع فؤاد ومكحل تناول الوضع اللبناني الحالي وخصوصا استحقاق انتخاب رئيس للجمهورية واضرابات ومظاهرات موظفي القطاع العام بخصوص سلسلة الرتب والرواتب، معبرا عن موقف تجمع رجال بانهم ليسوا طرفاً في هذا الصراع. واقر باحقية المطلب الا انه رأى ان الدولة نفسها وظفتهم بعدد فائض لا يوصف، ووعدتهم بالعجائب، وعاملتهم بعدم مساواة، والتي تتغاضى عن العديد من الوظائف الوهمية. لكنه اكد انه إذا كانت الدولة تعتمد على الشركات الخاصة وتريد أن تجعلها تغرق في هذه الوحول العكرة، لدفع أو تمويل تكلفة سوء إدارتها فان رجال الاعمال يرفضون بشكل قاطع ذلك ويطالبون بإصلاحات هيكلية وإعادة هيكلة داخلية شاملة. واكد تعهد رجال الأعمال اللبنانيين بالحفاظ والدفاع عن مؤسساتهم وابقاءها. وتوجه الى سفراء افريقيا قائلا: ان منطقتكم غنية جداً بالموارد الطبيعية، ولديكم العديد من فرص الاستثمار الجذابة أما الاستهلاك عندكم والطلب الداخلي فهما في تزايد ونمو مستمر، بينما تشهد سوقكم توسعاً لافتاً. بالتالي انكم تمثلون الشريك المثالي بالنسبة لرجال الأعمال اللبنانيين الذين يبحثون دائما عن آفاق جديدة مثمرة، داعياًالى التواصل مباشرة مع مجموعات مماثلة من رجال الأعمال في بلدانهم والحفاظ على تواصل منتظم بين رجال الأعمال في كل من المنطقتين.
ثم تحدّث كل من السفراء عن فرص الاستثمار في بلادهم مع ذكر المناخات الاقتصادية في ظل توفّر المواد الطبيعية والحوافز التي تعطيها حكوماتهم للمستثمرين الأجانب لديها. وشرح السفراء أهمية ودور الجاليات اللبنانية الموجودة فيها والتي لديها قوة اقتصادية لا يستهان بها .
ودعا السفراء رجال الأعمال الى زيارة بلادهم وبناء علاقات مع نظرائهم بما يعود بالفائدة على الاقتصاد الوطني بين لبنان وهذه البلدان.
سفير أفريقيا الجنوبية شون بينفلدت تحدّث عن فرص الاستثمار والعمل في بلاده مشيداً بأهمية الجالية اللبنانية التي تشارك في الدورة الاقتصادية في هذه البلاد. وأكّد على أهمية تعزيز العلاقات الاقتصادية بين لبنان وجنوب افريقيا خصوصاً وأن هناك مجالات كثيرة للتعاون.
أما سفير ساحل العاج جيلبير دوه فقال ان الجالية اللبنانية التي تعيش بتناغم مع الشعب الأفريقي لديها مساهمة 90 في المئة في الدورة الاقتصادية.
أما السفير المصري أشرف حمدي فتمنى أن تمر الفترة الراهنة في بلده بنجاح وقال إن هناك الف شركة ومؤسسة لبنانية توظّف ما يقرب ال 3 مليارات دولار. من جهته قال السفير المغربي علي أومليل ان موقع بلده الاستراتيجي يفرض الشراكة مع رجال الأعمال اللبنانيين والمغاربة للدخول الى أفريقيا لأن للمغرب علاقة تبادل حرة مما يعطي ميزات للإستثمارات التي زادت أخيراً بنسب مقبولة. هذا وعرض سفير نيجيريا أموس إيدوو لفرص العديدة للاستثمارات في بلاده وتطلّع الى علاقات متينة مع لبنان خصوصاً وأن هناك جالية لبنانية تساهم في الدورة الاقتصادية النيجيرية.
كما عرض سفير السودان لفرص الاستثمار العديدة في بلاده في شتى المجالات الزراعية والصناعية والمعادن مشيراً الى أن ثقافة اللبناني في الخارج هي ثقافة الاستثمار والعيش ومواجهة الصعاب. ودعا الجميع الى الاستثمار في بلاده.
وتحدّثت القائمة بأعمال السفارة التونسية إيمان إدريسي عن الإعفاءات الضريبية التي تمنحها دولة تونس والامتيازات العديدة التي تعطيها للمستثمرين. ودعت رجال الأعمال للإستفادة من هذه الإعفاءات والاستثمار في بلاده.
وبالختام ألقى وزير العمل سجعان قزي كلمة مقتضبة قال فيها ان هناك جمهوريتين جمهورية معطّلة وجمهوريتكم الفاعلة والناشطة، وأعرب عن سروره لهذا اللقاء مع السفراء الأفريقيين مشيداً بالعلاقة التاريخية مع القارة الأفريقية وهي علاقات سليمة حضارية ودبلوماسية ناجحة.