صحيح ان مقولة "العميل دائما يأتي أولا"، هي أول وأهم قاعدة في عالم الأعمال، الا انه يبدو أن هذه القاعدة لا يتم الالتزام بها بشكل مستمر، على الرغم من أنها معروفة منذ وقت طويل بين الشركات والعملاء.
وغالبا ما يدرك العملاء أن الشركات تسمعهم ولكنها لا تستجيب، اذ استمر البائعون في السنوات الأخيرة في تقديم أجهزة ومنتجات وخدمات لا تلبي الاحتياجات الحقيقية للعملاء الذين يقولون إنهم يخدمونهم.
وعلى أي حال فإن الأمر الجيد هو ان مفهوم "علم الناس ما يريدونه" يتراجع بشكل تدريجي في ظل التغيرات التي تشهدها البيئة التقنية، ليفسح المجال أمام مفهوم "قدم للناس ما يريدونه".
وفي هذا المقال سنستعرض بعض الأمثلة ذات الصلة بهذه الجوانب:
1- مايكروسوفت بحاجة لنظام التشغيل ويندوز 10: إذا قلنا أن ويندوز 8 قد واجه بداية صعبة، سنكون قد قللنا من حجم المشكلة. ففي الواقع لم تستجب رؤية مايكروسوفت فيما يتعلق بهذا النظام التشغيلي لما يريده العملاء، وظهر ذلك بشكل جلي في انخفاض معدل تبني العملاء للإصدار الجديد مقارنة بالإصدارات السابقة، وهذا ما أتاح للعالم في العام الحالي الحصول على الجيل الثاني من مايكروسوفت، وهو ويندوز 10.
ولكن مهلاً، ماذا حدث لويندوز 9؟ هناك العديد من التفسيرات التي نشرت على وسائل الإعلام، ومن بينها أن التغير من ويندوز 8 كان كبيراً بحيث أنه من الطبيعي أن يطلق على الإصدار الجديد ويندوز 10، وهناك تفسير آخر وهو أن الاسم ويندوز 9 قد يؤدي إلى خلط مع إصدارات ويندوز 95 وويندوز 98 السابقة، إضافة إلى عدد من التفسيرات الطريقة الأخرى.
وبغض النظر عن أسباب تخطي الإصدار التاسع، من الواضح أن القيادة الجديدة لمايكروسوفت تحاول الإصغاء لعملائها وتخطط لتلبية احتياجاتهم. اذ سيشهد الإصدار الجديد عودة قائمة "Start"، وستحظى البرامج بنافذة مخصصة حسب نوع الجهاز الذي يستخدمه المستخدم، سواء كان بشاشة لمسية أو جهاز تقليدي.
2- أجهزة آيفون بحجم أكبر: نادى مستخدمو شركة آبل منذ سنوات بإطلاق الشركة لأجهزة آيفون أكبر حجما، مثلما هو الحال مع الأجهزة التي تعمل بنظام التشغيل أندرويد وويندوز. ولم تجد تلك النداءات آذان صاغية، وبدا أن آبل مهتمة بتسويق أجهزة تتميز بسهولة استخدامها بيد واحدة. وإذا وضعنا في الاعتبار المبيعات القياسية التي تحققها الشركة باستمرار، سندرك بسهولة الأسباب التي تدعو المسؤولين بهذه الشركة لعدم الإسراع نحو التغيير.
الا انه وفي العام الحالي، استجابت آبل للمنافسة التي فرضت عليها من السوق، وقامت بخطوة غير مسبوقة حينما أطلقت موديلات آيفون بمقاسي شاشة أكبر، اذ تشير أرقام المبيعات حتى الآن إلى أن هذه الخطوة جاءت ملائمة وفي الوقت الملائم.
فوربس الشرق الاوسط