بعد نجاح مهرجانات بعلبك الدولية ومسرح كركلا وبعدما شكّلت مهرجانات هذا العام حدثاً مميزاً استقطب العديد من الزوار اللبنانيين والأجانب، و رغم كلّ التحديات التي شهدتها منطقة البقاع مؤخراً، أقامت وزارة الإقتصاد والتجارة حفلاً تكريمياً للقيمين على مهرجانات بعلبك ومسرح كركلا وذلك يوم السبت في 27 آب في معبد باخوس هياكل بعلبك، حيث قامت بتقديم دروع شكر وتقدير وذلك على شرف رئيسة لجنة مهرجانات بعلبك الدولية نايلة دوفريج، محافظ بعلبك بشير خصر، رئيس بلدية بعلبك العميد حسين اللقيس، وأعضاء مسرح كركلا الذي إرتبط إسمه بشكلٍ وثيق مع المهرجانات.
وحضر الحفل ممثل رئيسيْ مجلسيْ النواب والوزراء وزير الأشغال العامة والنقل غازي زعيتر، ووزير التنمية الإدارية نبيل دو فريج بالإضافة إلى فعاليات اخرى، والمدراء العامون والشخصيات والفعاليات الروحية والإقتصادية والسياسية والثقافية والأمنية.
من جهتها المدير العام للاقتصاد والتجارة عليا عباس التي كان لها الدور الاساسي في تنظيم هذا التكريم للقيمين على مهرجانات بعلبك، رأت ان هذه المهرجانات، تشكل رداًّ على جميع الحروب عبر موجاتِ من الموسيقى والغناء والشعر والرقص، وهي لم تكن حدثا ثقافيا و سياحيا يضع بعلبك على الخريطة السياحية ويجتذب اليها السياح والمقيمين فحسب بل هو حدثاً اقتصادياً كبيراً.
وعبّرت عباس عن فخرها بوقوفها بين القيمين على مهرجانات بعلبك شاكرة اعضاء اللجنة على الجهود التي اسهموا فيها وبذلوها لتقوية الاقتصاد البعلبكي والنهوض به من خلال المهرجانات، التي كان لها دور في تنشيط الحركة السياحية في بعلبك وتطويرها من خلال اجتذاب السياح الى المنطقة ومقاهيها وفنادقهاها ومحالها، مشيرة الى ان هذا الحدث يضيف فرص عمل موسمية استفاد منها سكان بعلبك والجوار، بدءا بالعمال الذين عملوا على تهيئة المسرح والمنصات الى الشبان والصبايا من اهل المنطقة الذين عملوا على تنظيم الحفل واستقبال الزوار مما يساهم في تعزيز القدرات الاقتصادية لابناء هذه المنطقة عامة ولجيل الشباب خاصة، وحثهم للبقاء في ارضهم وتثبيت انتماءهم بمجتمعهم .
وحسب عباس فإن بعلبك عاجزة عن مجاراة الدور الذي اعده لها التاريخ بسبب الاهمال الذي تعانيه، والذي حال ويحول دون امكانية الاستفادة من موارد قلعتها التاريخية، التي قال عنها جورج برنارد شو حين زارها، بأنها لو كانت في بريطانيا لكانت الدولة الغت الضرائب ..
وأسفت لما يعانيه محيط قلعة بعلبك من نقص في المؤسسات السياحية من فنادق ومطاعم ومنتزهات على المستوى المطلوب بما يتلائم مع عظمة وتاريخ ومكانة القلعة بعلبك.. والامر الاكثر استغرابا، هو ان الحركة الاستثمارية في هذا المحيط شبه معدومة مع الاشارة الى ان الاماكن السياحية في العالم هي مركز الاستقطاب الرئيسي للمستثمرين وخاصة اللبنانيين منهم نظرا لارباحها الوفيرة الامر الذي يستوجب تضافر جهود الجميع في القطاعين العام والخاص والمباشرة باطلاق ورشة عمل قوامها اعادة النظر بكيفية استثمار هذا الموقع العظيم وابراز وجهه الحضاري العالمي دون اغفال المنافع الاقتصادية التي يمكن تحقيقها والتي ستؤمن دون شك، الرفاهية والنمو الاقتصادي للمنطقة بكاملها.
ويعكس نجاح هذه المهرجانات حبّ اللبنانيين للحياة من جهة وثقتهم بالأجهزة الأمنية التي عملت على نشر الأمن للمواطنين في الآونة الأخيرة من جهة أخرى، كل ذلك أتى برعاية وسهر المعنيين على هذه المهرجانات الذين اصرّوا على إقامة المهرجانات بعد تنسيق كامل مع الأجهزة الأمنية.
أخيراً ما زال لبنان يشهد على تطوّر العجلة الإقتصادية في المنطقة خلال فترة المهرجانات رغم الركود الذي كان حاصل من قبل نتيجة الأزمة السورية وتداعياتها على المنطقة خصوصاً.