يهدي القاضي عباس الحلبي كتابه "من أجل لبنان الرسالة" تعليقات سياسية إذاعية من العام 2013 حتى العام 2016، للأصدقاء يوم الجمعة في الثامن من كانون الأول ديسمبر من العام 2017، بين الساعة السادسة والثامنة مساء في معرض بيروت العربي الدولي للكتاب الـ 61 في جناح دار نلسن للنشر في مركز بيال للمعارض وسط بيروت.
وكان الحلبي قد كتب واذاع تعليقات سياسية عبر اذاعة صوت لبنان على مدار 150 حلقة اي 150 اسبوعاً وظهيرة، كل يوم خميس من كل اسبوع وبدون انقطاع، اكان في لبنان ام في الخارج لا فرق، وبعد نشرة اخبار الثانية والربع ظهراً.
ويصف الحلبي التجربة بالثمينة لأنها تضمنت أحاديث وآراء وخواطر في السياسة والثقافة والفكر والاقتصاد والاجتماع ومعيشة الناس وفي محطات كثيرة، كان يراقب مواقف الجهة السياسية المالكة والمشرفة على الاذاعة، وكثيراَ ما يأتي تعليقه السياسي مناهضاً اومخالفاً او معارضاً، واحياناً قليلة منسجماً مع مواقف هذه الجهة، ويقر انه لم يتلق من اي مسؤول فيها ملاحظة او اشارة الى امتعاض، من يمثل من حديثه او اعتراضاً او حتى تأييداً .
ويعرب الحلبي عن تفاؤله بالجيل الجديد، الذي لا بد وان ينتفض يوماً ما، عساه قريباً لتغيير المعطيات والتحرر من الانقياد الاعمى للزعامات، لكي يبقى لهم ولأولادهم من بعدهم وطن يفخرون به ويزدهرون بالحد الادنى من السلام والاستقرار، وبأقل قدر من التوتر والصراع.
وفي كلمته الختامية في الكتاب يعتبر ان الحلم بغد افضل هو الزاد الذي يجعل اناساً كثيرين يبقون في البلد ويستمرون ويسعون الى تحقيق الامتياز كل في حقله، حتى لا يفرغ لبنان من طاقاته وقدراته وكفاءاته انهم ضمانة البقاء والاستمرار.
وحسب الحلبي فإن المناسبات تجمعه احياناً بوزراء ومسؤولين ومواطنين، يثنون على موضوعية التعليق وطريقة مقاربة المواضيع بأسلوبها الهادىء، حتى ولو كان يتضمن نقداً لهذه الجهة او تلك، لأن غرضه من قبول رغبة مدير الاذاعة في إعداد التعليق، لم يكن بأي حال لعقد سجال مع هذه الفئة او تلك، او لتوجيه نقد شخصي لهذا المسؤول او ذاك، بل كان هدفه هو توصيف الواقع على حقيقته، وان بدا صعباً واحيانا مستحيلاً ، وتحليل المعطيات واستعراض المواقف لإعطاء رأي، دائماً ما يكون منحازاً الى لبنان، والدولة والى المواطن، في لقمة عيشه والطالب في سعيه، للتحصيل ولتصويب مسار الحياة الدستورية والسياسية، وتفعيل عمل المؤسسات، وانصياع الدولة والمواطن للقانون والنظام، حتى تستقيم الحياة ويبقى لبنان وطناً للعيش وليس لإعداد أجيال المهاجرين.
الفترة السابقة حسب الحلبي شهدت محطات مهمة مصيرية ان على الصعيد الامني او العسكري ، كما لا تزال الازمات الحكومية والنيابية والاقتصادية والاجتماعية والمالية تتفاعل ولم تتغير المعطيات كثيراً بما ينبىء بغدٍ أفضل.
ولكن الحلبي من المؤمنين ببقاء لبنان ودوامه وهو العارف بتاريخه ويردّد مع نفسه بأن مراحل الوئام والسلام اكبر واهم بكثير من مراحل التوتر والخصام، مشيرا الى ان هذا البلد الصغير قادر على التغلّب على لعنات الجغرافيا والمصالح، لذلك كان همّه في ختام كل تعليق ان يعطي فسحة من الامل نتيجة تفاؤله بالغد.
باسل الخطيب
[email protected]