وصل لبنان واللبنانيون الى ذروة الواقع المتأزِّم. ولم يعد الكلام نافعا ولا الدعوات مجدية ولا الندم حتى. فالواقع السيء الذي تعيشه البلاد تخطى الاربع سنوات ولا اصلاح ولا قوانين ولا تحديث قوانين ولا اتفاقا سياسيا بين ما سمِّي بزعماء لبنان. لا رئيس للجمهورية منذ اشهر وغداً نطوي عشرين شهراً تمر على لبنان او بالاحرى على اللبنانيين دون رئيس لبلادهم.
هم يريدون ذلك واصرّوا على ذلك لأن كل من يريد الفوضى والضياع والتراجع يقبل بهذا الواقع المتردّي.
ماذا سيكتب التاريخ عنكم ايها اللبنانيون
بماذا ستتكلم عنكم شعوب الدول الاخرى التي كانت خلف لبنان واصبحت امامه وسبقته بأشواط.
ماذا سيحكي الاجداد لأحفادهم وماذا سيحكي التاريخ
أي شعب يعتبر نفسه ذكيا كفوؤاً وراقيا يرضى بهذا الواقع
كل القطاعات الاقتصادية والانتاجية تعاني والسبب الاختلاف السياسي الذي عطّل كل المشاريع الاقتصادية والسياسية وأولها انتخاب رئيس للجمهورية يضع خطة اقتصادية تنموية ينهض بها بالبلاد بالتعاون مع حكومة وطنية
ألا تعلمون ان كل يوم يمرّ على لبنان دون انتاج يخسر الوطن لقاءه الملايين من الدولارات والالاف من فرص العمل للشباب وخريجي الجامعات
ألا تعلمون ان تعطيلكم لهذا المشروع الوطني، سيعود بالخسارة على اولادكم واحفادكم
بالطبع تعلمون لكن عدم الولاء للوطن يجعلكم تقبلون بفراغ رئاسي وتراجع في النمو والاقتصاد
كل الدول الى الامام الا لبنان الى الوراء سرّ والى الخلف درّ
ملايين الدولارات يخسرها الوطن وشعبه مع كل اشراقة شمس دون رئيس ودون خطط تنموية
الى متى سيبقى لبنان بلداً متلقيّا للقرارات
الى متى سيبقى بلداً مستقبِلاً لانعكاسات المشاكل التي تحصل في الدول العظمى
لقد مرّ على بدء الفراغ الرئاسي 600 يوماً ماذا حقق خلالها لبنان سوى التراجع والتخلّف والبطالة والخسارة والجوع الذي يؤدي الى السرقات والاجرام
لا لست فخورا بمعظم صنّاع القرار في بلادي
بقلم باسل الخطيب*
رئيس تحرير موقع Business Echoes
مقدِّم برامج تلفزيونية اقتصادية
[email protected]