يبلغ معدل هطول الامطار في دولة الامارات بحدود 78 ميليمترا في السنة، مقارنة بـ 1220 ميليمترا في بريطانيا ، بحسب ارقام البنك الدولي. لذلك تسعى الامارات الى الاستفادة من كل قطرة ماء عبر تقنية تلقيح الغيوم للاستمطار بهدف سد جزء من حاجاتها المائية المتزايدة. ويدير المركز الوطني للارصاد والزلازل برنامج تلقيح الغيوم، من خلال اربع طائرات من طراز "بيتشكرافت كينغ اير سي 90"تحمل عبوات من الاملاح يتم ضخها في الغيوم المحملة بنسب عالية من الرطوبة لزيادة التكثف المائي وتشكيل المطر.
ويقوم علماء الطقس الموجودون في ابوظبي بمراقبة تحركات السحب ويعلمون قادة طائرات بالموعد المناسب للتحليق وضخ الاملاح.
وقال نائب قائد الطيارين في مركز الارصاد والزلازل مارك نيومن، انه عندما يتم رصد تشكلٍ للسحب الدافئة المحملة بالرطوبة، يتم ارسال الطيارين في مهمة استطلاع ولمحاولة تلقيح الغيوم.
واضاف ان الصيف هو موسم الذروة لهذا النوع من النشاط، حيث تتشكل الغيوم فوق سلسلة جبال الحجر في شرق البلاد وسلطنة عمان، والتي تشكل حاجزا يعكس صعود تحرك الرياح الدافئة التي تهب من خليج عمان.
ويحدد الطيار عند استطلاعه عدد عبوات الاملاح التي ستضخ في الغيمة بحسب قوة التيار الصاعد. ولفت نيومن الى انه ليس بالضرورة ان تؤدي كل عملية تلقيح الى سقوط المطر، الا ان ذلك يحصل غالبا.
من جهته قال رئيس الابحاث في مركز الارصاد والزلازل عمر اليزيدي ان تكلفة الاستمطار اقل بكثير من تكلفة تحلية المياه.
وبحسب اليزيدي، فان امطارا هطلت خلال اربعة ايام في 2010 ساهمت بسقوطها عمليات تلقيح للغيوم كان حجمها يوازي تسع سنوات من الانتاج في محطة تحلية واحدة في ابوظبي.
وذكر ان الدراسات تظهر بان تلقيح الغيوم يمكن ان يزيد كمية الامطار بما بين 5 و70 في المئة، بحسب نوعية الغيوم.
ا ف ب