استحوذ المؤتمر الاقتصادي المصري المنعقد في شرم الشيخ على اهتمام الصحافة والمواقع العربية والعالمية، وتصدر أبرز عناوينها. وفي الوقت الذي أثنت فيه الصحف العربية والمصرية على مؤتمر "مصر المستقبل"، كان بارزا ما تداولته شبكة "بلومبيرغ" اﻹخبارية اﻷميركية في رصدها للمؤتمر اﻻقتصادي، اذ خلصت الى القول "حضرت مساهمات دول الخليج الداعمة لنظام السيسي، وغابت المساعدات الدولية البارزة للاقتصاد المصري".
وفي تقريرها الذي جاء تحت عنوان "بحث مصر عن مستثمرين جدد يبدأ بمعونة من داعميها القدامى"، أشارت "بلومبيرغ" الى ان قادة دول الإمارات والسعودية والكويت وعمان تعهدوا بتقديم مساعدات لمصر مقدارها نحو 12.5 مليار دولار خلال المؤتمر، بما يحافظ على مكانتها باعتبارها الداعم الرئيسي للاقتصاد المصري المتعثر.
من جهته، وتحت عنوان "مؤتمر الاستثمار المصري سيرك سياسي أكثر من كونه عرضا اقتصاديا" نشر موقع إنترناشنال بيزنس تايمز تقريرا عن المؤتمر الاقتصادي، أشار فيه الى أنه بالرغم من أن هذا المؤتمر "استثماري" في مفهومه الرسمي، الا ان احتمالية توقيع أي صفقات كبيرة جديدة ضئيلة. كما أوضح التقرير أنه بينما تصطف سلسلة من المشروعات العملاقة الخاصة بقطاع البنية التحتية، فإن كل هذه المشروعات أمامها وقت طويل للتنفيذ، كاشفا عن رغبة السيسي في إعادة المساعدة العسكرية الأميركية إلى مصر، وأمله في أن يتم ذلك خلال المؤتمر، وذلك بإعلان طلبه ذلك على الملأ.
ومن هذا المنطلق، اتهمت بعض الصحف المصرية الولايات المتحدة الاميركية على العمل على إفشال المؤتمر الذي ضم أكثر من 80 دولة و 37 منظمة عالمية، ومحاولة التقليل من شأنه. وبالرغم من ان التساؤلات تبدو مشروعة حول المردود (الغير الاقتصادي) المرتقب من المساعدات المالية الخليجية والمعاهدات الموقعة على مختلف الاصعدة، الا انه من الواضح ان الدول الخليجية بعثت برسالة دعم واضحة على مسمع وحضور الجميع.
فهل نجحت مصر في إرسال رسالة قوية الى المجتمع الدولي؟ وهل فعلا بدأ الانتعاش الاقتصادي من شرم الشيخ لتعزيز مكانتها السياسية والاقتصادية من جديد في المنطقة؟ أسئلة ستتضح الاجابات عنها في القريب العاجل.
وكالات