تم منح جائزة أورورا بقيمة 1.1 مليون دولار من أجل صحوة الإنسانية إلى الدكتور توم كاتينا، المبشر الكاثوليكي من أمستردام، نيويورك، والذي أنقذ آلاف الأرواح كطبيب وحيد مستقر بشكل دائم في جبال النوبا السودانية الممزقة بالحرب. وتم الإعلان عن جائزة أورورا الممنوحة من مبادرة أورورا الإنسانية، نيابة عن الناجين من الإبادة الجماعية الأرمنية، وامتنانا لمخلّصيهم، خلال حفل أقيم في يريفان بأرمينيا. كما جرى اختيار الفائز للعام 2017 من بين أكثر من 550 ترشيحا من 66 دولة.
وأثنى جورج كلوني، الممثل الحائز على جائزة الأوسكار، والمؤسس الشريك لكل من The Sentry و Not On Our Watch، والرئيس المشارك للجنة اختيار جائزة أورورا، على الدكتور كاتينا قائلا: "مع استمرار العنف والحرب بتهديد أرواح الناس وعزيمتهم، فمن المهم الاعتراف، وتمكين وتكريم الناس مثل الدكتور كاتينا، الذين يساعدون، وبلا أنانية، الآخرين ليس فقط بالبقاء على قيد الحياة، بل بالإزدهار أيضا. الدكتور كاتينا هو نموذج لنحتذِ به جميعا، ومثال آخر على الناس على الذين يحدثون فرقا بحق ".
وسيحصل الدكتور كاتينا على منحة بقيمة 100 ألف دولار، وستتاح له الفرصة لمواصلة دورة العطاء من خلال التبرع بالجائزة التي تبلغ قيمتها مليون دولار للمنظمات التي يختارها. وسيقدم الدكتور كاتينا الجائزة إلى ثلاث منظمات:
• مؤسسة الرعاية الصحية للبعثة الأفريقية (AMHF)، الولايات المتحدة الأمريكية
• مجلس البعثة الطبية الكاثوليكية (CMMB)، الولايات المتحدة الأمريكية
• Aktion Canchanabury ، ألمانيا
على مدى السنوات التسع الماضية، عمل الدكتور كاتينا - المعروف من قبل السكان المحليين باسم "د. توم "- على مدار 24 ساعة في اليوم، سبعة أيام في الأسبوع في مستشفى أم الرحمة الكاثوليكي لرعاية أكثر من 750 ألف مواطن من النوبة في ظل الحرب الأهلية الجارية بين حكومة السودان والحركة الشعبية لتحرير السودان. وكان من المعروف أن المرضى يسيرون لمدة تصل إلى سبعة أيام لتلقي العلاج من الإصابات الناجمة عن الهجمات بالقنابل، والأمراض التي تتراوح بين الجذام والسل، وكسور العظام إلى سوء التغذية والملاريا. وتشير التقديرات إلى أن الدكتور كاتينا يعالج 500 مريض يوميا ويجري أكثر من ألف عملية كل عام.
وتعليقا على تسميته للفوز بجائزة أورورا للعام 2017، قال الدكتور كاتينا: "علينا جميعا واجب الاعتناء بأخوتنا وأخواتنا. فيمكن لكل شخص أن يساهم، وأن بميّز بأن الإنسانية المشتركة يمكن أن تؤدي إلى مستقبل أكثر إشراقا. أنا أستلهم من أهل النوبة، ومع إيماني كمرشد لي، يشرفني أن أستمر في خدمة العالم وجعله مكانا أفضل ".
وتأتي تسمية الحائز على جائزة أورورا لعام 2017 بعد صدور مؤشر أورورا الإنساني، وهو ثاني مسح سنوي عالمي للرأي العام، والذي يقيس المواقف تجاه المسؤولية الإنسانية وفعالية التدخل الإنساني ودوافع الأفراد للتدخل نيابة عن الآخرين. وأظهر المؤشر أن الدعم للعمل الإنساني يتراجع بشكل حاد، وأن زيادة الشعبوية في جميع أنحاء العالم تؤثر على تصور الجمهور للجهود المبذولة لمساعدة اللاجئين في جميع أنحاء العالم.