افتتحت "الشركة الدولية للمعارض" (IFP Group) في البيال، وبرعاية رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري، الدورة 22 من المعرض الدولي لمواد ومعدات وتقنيات البناء وحماية البيئة "بروجكت ليبانون 2017"، في حضور ممثل راعي الدورة وزير الاقتصاد والتجارة رائد خوري، رؤساء وممثلي الهيئات الاقتصادية وشخصيات سياسية ودبلوماسية واجتماعية.
بداية، قال رئيس مجلس إدارة الشركة الدولية للمعارض ألبير عون أن الشركة دأبت منذ عام 1995 على تنظيم هذا المعرض، الذي يستقطب مئات الشركات الأجنبية الراغبة في تنشيط علاقاتها مع شركائها، سواء في لبنان أو على مستوى المنطقة.
وأضاف انه ومع تعافي الأوضاع الأمنية والسياسية بدرجة عالية، وانتخاب العماد ميشال عون رئيسا للجمهورية، وتنشيط عمل الحكومة الوطنية برئاسة دولة الرئيس سعد الحريري، والأجواء الأكثر تفاؤلا بإبصار قانون انتخابي جديد النور قريبا، فإن هذه المعطيات مجتمعة كانت لها انعكاساتها الإيجابية على المعرض هذه السنة، خاصة أن قطاع البناء المحلي لا يزال نشطا بالرغم من كل شيء.
ولفت الى ان الدعوة للمعرض هذه السنة لقيت قبولا كبيرا، بفضل تحسن المناخ السياسي والأمني، حيث أن حوالى 450 شركة من لبنان ومن أكثر من 20 بلدا قررت المشاركة في المعرض هذا العام، ومن بينهم عارضون من فرنسا وإيطاليا وتركيا وقبرص وهنغاريا والهند والمملكة العربية السعودية والكويت، ومشيراً الى ان عدد الزائرين يناهز 20 ألفا، ويعد "بروجكت ليبانون" من أكبر وأكثر المعارض المتخصصة في هذا القطاع على مستوى المنطقة.
أما وزير الاقتصاد رائد خوري فأشار إلى ان قطاع البناء يعتبر من القطاعات الرائدة والقيادية في الاقتصاد اللبناني حيث يساهم في أكثر من 15 في المئة في الناتج المحلي الإجمالي، ويساهم جوهريا في النمو الاقتصادي والقيمة المضافة والعمالة لما له من علاقات شديدة الترابط بالقطاعات الاقتصادية الأخرى، ومضيفاً ان للقطاع دور اجتماعي بالغ الاهمية خصوصا لناحية توفير البنى التحتية اللازمة والاساسية لتحقيق النمو الاقتصادي والتنمية المستدامة، بالاضافة إلى خلق فرص عمل ذات قيمة مضافة في مجال الهندسة وفن العمارة وصناعة الآليات والتسويق.
وتابع ان أهمية هذا المعرض تبرز لإلقاء الضوء على قطاع البناء والتطوير العقاري في لبنان وعلى أهميته ضمن حدود حماية البيئة والمحافظة عليها بالرغم من أن هذا القطاع يعاني من ركود نتيجة الضغوطات الداخلية والاقليمية التي تلقي بثقلها على مختلف القطاعات الرئيسية في الاقتصاد.
وأضاف انه لا يخفى على أحد دور القطاع الخاص المهم والاساسي في بناء اقتصاد حر ومساهمته الفعالة في التنمية الاقتصادية والبشرية، ودوره المهم في القضاء على البطالة وتوفير فرص العمل. ولافتاً الى أن هذا المعرض هو خير دليل على إحدى المبادرات التي يقوم بها القطاع الخاص خدمة للاقتصاد اللبناني والتي تبقى رهينة الاستقرار السياسي والأمني.
وشدد على ضرورة الاستفادة من الأجواء الايجابية السائدة في البلاد والسعي إلى وضع استراتيجية وطنية يكون من شأنها وضع وتنفيذ السياسات والخطط والبرامج المتصلة بالقطاع وتوفير الأطر التنظيمية والقانونية والبيئية لتطوير قطاع البناء والمشاريع العقارية والمساهمة في تعزيز تنافسية القطاع ورفع كفاءة أداء العاملين فيه وتحقيق التنمية المستدامة.
وأشار إلى أن تحقيق هذه الاهداف منوط بكافة الجهات ذات العلاقة في قطاع العقارات والبناء في لبنان من جهات حكومية وشبه حكومية وقطاع خاص عبر تضافر كافة الجهود وترجمة أهداف الاستراتيجية.
وأوضح أن المعرض يتميز هذا العام بعدد من النشاطات المتزامنة معه: منتدى الأعمال السوري ومنتدى متخصص بالطاقة الشمسية وجناح الشركات الناشئة، لافتا الى أنه رغم أهمية هذه النشاطات كافة، لا بد من التركيز على أهمية جناح الشركات الناشئة الذي يخصص ليعرض المشاركون فيه أحدث منتجاتهم وابتكاراتهم.
وأكد أن تعزيز قيام شركات ناشئة وتطوير المؤسسات الصغيرة والمتوسطة الحجم هو من أولويات رئاسة مجلس الوزراء ووزارة الاقتصاد والتجارة نظرا لأهميته في تعزيز الابتكار والاستفادة من القدرات اللبنانية وبناء المستقبل.
وقال أن اللبنانيين أثبتوا قدرتهم على تحقيق النجاحات في جميع أنحاء العالم ومعتبراً أن تطوير الشركات الناشئة وتوفير التمويل الملائم وتأمين المناخ الايجابي هي عناصر اساسية لتحقيق مزيد من قصص النجاح، وبالتالي، يشكل هذا الجناح منصة مهمة لتعزيز ثقافة الريادة بين الشباب وتشجيعهم على بدء مشاريع تحقق نجاحا على كافة المستويات المحلية والإقليمية والدولية.
وختم ان الوقت حان لايقاف هجرة الشباب إلى الخارج والاستفادة من قدراتهم هنا في بلدهم.