شارك رئيس مجلس إدارة بنك بيروت الدكتور سليم صفير يرافقه وفد من المصرف في مؤتمر الطاقة الإغترابية اللبنانية في أوروبا الذي نظمته وزارة الخارجية والمغتربين في السابع من شهر نيسان في العاصمة الفرنسية باريس.
وفي افتتاح المؤتمر شكر صفير فرنسا "بلاد حقوق الإنسان، مهد الإنسانية والتاريخ، الوطن المثال للكثير من الشعوب العطشى إلى الديموقراطية في العالم للدور الذي لعبته في دعم لبنان وحمايته".
وقال: "أشكر الرئيس ماكرون لدعمه المستمر للبنان ولشعبه واستقراره ولحكومته الممثلة بشخص الوزير برونو لومير. كما أشكر رئيس الحكومة سعد الحريري لجهوده لتحقيق مؤتمرات الدعم للبنان، ولا ننسى الدور الديناميكي للوزير باسيل، الذي أشكره من موقعنا كشريك استراتيجي لمؤتمرات الطاقة الاغترابية، الذي اختار أن يكون في هذه المرة في قلب اوروبا".
أضاف "بعد باريس 1-2-3 عقد أمس مؤتمر سيدر، وهو مبادرة أخرى من الرئيس ماكرون، ونأمل أن يسهم بإطلاق برنامج واسع للاستثمار بين بلدينا".
وتابع: "نحن واثقون أن الدعم الدولي وحده غير كاف، فإذا لم تأخذ حكومتنا على عاتقها إيجاد الإصلاحات البنيوية اللازمة لتحفيز النمو وإيجاد الوظائف وضخ الثقة لدى المستثمرين والمؤسسات، فإن لبنان لن يتمكن من الخروج من حال اقتصاده غير المدعوم. وإذا لم يأخذ بلدنا على عاتقه تطوير البنى التحتية والقضاء على الفساد من جذوره، فإن كل الإرادات الطيبة الدولية لن تغير من واقع الأمر شيئًا".
وأردف صفير: "إن هذه المقاربة محزنة خصوصًا، وإن بعض الخبراء يصف لبنان بالمريض في حالة متقدمة تعينه على الاستمرار آلات الإنعاش. وفرنسا تأخذ على عاتقها هذه المرة هذه المسؤولية. وعلى لبنان أن يساعد نفسه، وإلا فإن سيدر لن يكون في مقدوره اجتراح المعجزات. وعلى لبنان أن يكافح الفساد المستشري والإدارة السيئة. ومن أجل أن يتمكن القطاع الخاص، الذي هو الأساس من إمكانية إفادة اقتصادنا من الفرص المتاحة، والتفاعل مع سيدر، على حكومتنا الإمساك بهذا الملف بتفاصيله من خلال استراتيجية عمل واضحة، شفافة وفعالة تطور المرافئ والمرافق وشبكة المواصلات والنقل العام والاتصالات. ولنتذكر دائما أن المعجزات لا وجود لها في الاقتصاد، وأن المناعة وحدها ليست كافية. فخطة الإنهاض المقدرة بأكثر من 16 مليار دولار قادرة على إعادة وضع لبنان على الخارطة الدولية".
وأوضح صفير أن "وجود حوالى المليون ونصف المليون نازح سوري على أرضنا، تضاف إلى نصف مليون لاجئ فلسطيني، سببان يدفعان إلى القلق بشأن المستقبل، والإفادة من مؤتمر بروكسيل لدعم قوانا المسلحة فرصة يجب أن نستفيد منها"، معتبرا أن "حال لبنان كمثل حال طائرة تجتاز منطقة مطبات هوائية قاسية، ولن يمكنه الاستمرار هكذا. ومن الواجب إيجاد حل جذري وأساسي قادر على اجتثاث الفساد ومواجهة التحديات المالية والاقتصادية".
وتوجه صفير إلى اللبنانيين، بالقول: "وطننا بحاجة إليكم، ولا يستطيع الاستمرار في حال "الستاتيكو" والانقسام السياسي والمذهبي. فوحدتكما ليست أبدا تهديدًا ولا تتعارض مع التعددية الطائفية لنا كلنا. صوّتوا في الانتخابات المقبلة، فلصوتكم معنى وله تأثير.أنتم سفراؤنا ولبنان فخوربكم".