لم تزل تداعيات الفضيحة الأكبر التي هزت عالم التواصل الاجتماعي صعبة القياس، بخاصة بعد أن كشف استطلاع مشترك عبر الإنترنت أجرته وكالة "رويترز" بالشراكة مع شركة "إبسوس" أن "ثلاثة أرباع" مستخدمي فايسبوك في الولايات المتحدة لا يزالون مستمرون في ولائهم للشبكة الاجتماعية على الرغم من تسريب بيانات ملايين المستخدمين فيها.
ويأتي هذا الاستطلاع بعد أقل من شهر، على دراسة أجرتها مؤسسة الأبحاث التقنية الأميركية الشهر الماضي، تفيد بأن واحدا من كل 10 أميركيين، قام بإلغاء حسابه على موقع التواصل الاجتماعي "فايسبوك" بعد فضيحة تسريب بيانات وانتهاك خصوصية ملايين المستخدمين من قبل شركة الاستشارات السياسية كامبريدج أناليتيكا التي تم الكشف عنها مؤخرا.
وكان مؤسس فايسبوك، مارك زوكربيرغ خضع في 11 أبريل الماضي لـ 10 ساعات من الاستجواب أمام الكونغرس الأميركي، ليومين متتالين بشأن فضيحة تسرب بيانات 87 مليون مستخدم، قامت بانتهاكها شركة "كامبريدج أناليتيكا" عندما قدمت خدماتها للحملة الانتخابية للرئيس الأميركي دونالد ترمب، أو غيرها من الخدمات لحملات سياسية حول العالم، مثل استطلاع خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.
ووجد استطلاع "رويترز" مع Ipsos عبر الانترنت الذي أجري يومي 26و30 أبريل الماضي، أن حوالي نصف مستخدمي فايسبوك الأميركيين قالوا إنهم "لم يقوموا بتغييرات بعد الفضيحة، فيما قال ربع المستخدمين إنهم باتوا أكثر استخداما لفيسبوك بعد تلك المرحلة".
وقال الربع المتبقي من المشاركين بالاستطلاع، إنهم "كانوا يستخدمونه أقل مؤخرًا، أو توقفوا عن استخدامه أو حذفوا حساباتهم".
ومن بين البالغين المشاركين في الاستطلاع 64% يستخدمون فايسبوك يوميا، بانخفاض بسيط عن معدل 68% بحسب استطلاع في شهر مارس الماضي، بعد أيام قليلة من الفضيحة.
ويبلغ عدد المستخدمين شهرياً لفايسبوك في الولايات المتحدة وكندا، حوالي 241 مليون مستخدم نهاية الربع الأول 2018 بارتفاع بنحو 1% عن عدد المستخدمين نهاية الربع الأخير العام الماضي.
وقال مايكل باشتر المحلل لدى شركة "ويدبوش" للأوراق المالية، إن تسريب البيانات لأغراض سياسية، وليس لأغراض مشينة، يخفف من حدة التأثير على "فيسبوك" وقال إن "أحدا لم يصب بسوء بسبب تسرب تلك البيانات".
ووفقاً للاستطلاع، فإن المزيد من مستخدمي فايسبوك يقولون إنهم يعرفون كيفية حماية معلوماتهم الشخصية على الموقع، مقارنة مع نظرائهم المستخدمين لمنصات أخرى مثل سناب شات وإنستغرام. نقلاً عن العربية نت