نظمت المؤسسة العامة لتشجيع الاستثمارات في لبنان "ايدال" ومنظمة OECD مؤتمرا إقليميا تحت عنوان "تعزيز روابط الأعمال في سلاسل القيمة العالمية: السياسات والأدوات"، في إطار برنامج الاتحاد الأوروبي ومنظمة التعاون والتنمية الاقتصادية OECD للترويج للاستثمار في منطقة المتوسط، شارك فيه ممثلون عن جهات حكومية ومسؤولون عن الاستثمار والتنمية من عدد من دول حوض المتوسط.
عيتاني
وقال رئيس مجلس إدارة ايدال المهندس نبيل عيتاني في الجلسة الافتتاحية: "ان انعقاد هذا المؤتمر يأتي في وقت يستعد لبنان خلاله للدخول في عملية اصلاح كبيرة من اجل معالجة العقبات الرئيسية التي تواجه اقتصاده". وامل في ان "تضع الرؤية الاقتصادية الجديدة لبنان مجددا على سكة الازدهار وتسهل عمل المؤسسة في استقطاب المزيد من الاستثمارات". واعلن ان "لبنان، ورغم الظروف السائدة داخليا وخارجيا، استطاع تسجيل أداء جيد في استقطاب الاستثمار الأجنبي المباشر، بحيث استقطب 8 في المئة من إجمالي الاستثمار الوافد إلى منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بين عامي 2012 - 2016".
واوضح ان "ذلك يعود بشكل أساسي إلى استثمارات المغتربين اللبنانيين وثقتهم بالاقتصاد اللبناني، فضلا عن السياسات الجديدة التي ارستها الحكومة لاسيما ما يتعلق منها بتنمية ودعم القطاعات الانتاجية وخصوصا التكنولوجيا الحديثة والبيئة الحاضنة للمؤسسات الناشئة".
وتحدث المهندس عيتاني عن "الدعم الكبير الذي يقدمه المجتمع الدولي من اجل ترسيخ الاستقرار في لبنان، مقترنا بالإرادة القوية التي يتمتع بها اللبنانيون في مواجهة الأزمات". وأشار إلى أن "هذا المؤتمر يُعتبر دليلا على الدعم المتواصل لحكومة لبنان لتعزيز قدرتها على استقطاب الاستثمارات التي تساهم في تحقيق اهداف التنمية المستدامة"، وقال: "إن الهدف منه هو الاستفادة من خبرة ممثلي الشركات المتعددة الجنسيات في مجال ارساء روابط الأعمال مع الشركات المحلية، ورؤيتهم حول كيفية المشاركة في سلاسل القيمة العالمية".
أضاف: "إن تعزيز روابط الأعمال مهم جدا للبقاء في حلبة المنافسة في ظل العولمة. وهذا المؤتمر سوف يزودنا بالأدوات اللازمة من اجل تحسين هذه الروابط، وبالتالي خدمة التنمية الاقتصادية المحلية في اقتصاداتنا".
كوندي
من ناحيته، أوضح رئيس قسم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية كارلوس كوندي، أن "التوقعات النمو الذي سيُسجل في المنطقة خلال عامي 2018 - 2019 سوف تعزز هامش التحرك عبر ارساء اصلاحات اقتصادية بنيوية وتقليص العجز وزيادة القدرة التنافسية وتحريك عجلة الاستثمار، بهدف خلق فرص العمل وتحقيق النمو". واعتبر ان "هذه الاصلاحات يمكن ان ترتكز على الميزات التي تتمتع بها المنطقة، لاسيما موقعها الجغرافي كجسر بين اوروبا وأفريقيا، وأسواقها الكبيرة بما فيها الأسواق الاسيوية، وسكانها الشباب والمتعلمون وميزاتها التفاضلية في العديد من القطاعات، وهذه الميزات تفتح الطريق امام دول المنطقة للمشاركة في سلاسل القيمة العالمية".
واكد كوندي ان "منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية، وعبر البرنامج المشترك مع الاتحاد الأوروبي من اجل الترويج للاستثمار في منطقة المتوسط، تسعى إلى ادخال الاصلاحات وارساء الروابط ودعم الحكومات في المنطقة في جهودها لتعزيز الاستثمار الشامل ذات الجودة، وبالتالي تحقيق التنمية المستدامة التي توفر رص العمل والاستقرار الاقتصادي".
يشار الى ان المؤتمر يمتد على يومين، على ان يُفتتح بعدها المؤتمر المحلي تحت عنوان "تشجيع الاستثمار الشامل للتنمية المحلية في لبنان".