بعد تأكيد قرار الاقفال النهائي لمصفاة الشعيبة النفطية في الكويت بدءا من يوم الجمعة ، قال وزير النفط وزير الكهرباء والماء عصام المرزوق إن تعويض أقل من نصف إنتاج مصفاة الشعيبة الكويتية من البنزين سيجري من خلال الاستيراد والباقي من إنتاج مصفاتي الأحمدي وميناء عبد الله.
واضاف الوزير في تصريحات صحافية على هامش احتفال شركة البترول الوطنية بإغلاق مصفاة الشعيبة إلى أن استيراد البنزين سيكون بحوالي نصف الطاقة التكريرية لمصفاة الشعيبة من منتج البنزين. وبين أن إغلاق مصفاة الشعيبة يأتي بعد 50 عاما من العمل ضمن مصافي شركة البترول الوطنية، مشيرا إلى أن قرار إغلاق مصفاة الشعيبة ليس قرارا فجائياً او عشوائياً إنما جاء نتيجة دراسات مستفيضة من شركات استشارية عالمية، موضحا أن تلك الدراسات أثبتت أنه لا مجال للاستمرار في تشغيل المصفاة.
وأضاف ان قرار الاغلاق اقتصادي بالدرجة الاولى، موضحا ان المصفاة سوف يتم استخدامها وبعض منشآتها لتخزين منتجات مشروع الوقود البيئي بالاضافة لاستخدام المرفأ لتصدير منتجات الشركة من خلاله.
وحول خطة الكويت للتعامل مع خروج 150 الف برميل يوميا قال ان الكويت استعدت لتلك اللحظة منذ أكثر من سنة لتصريف النفط وذلك بابرام عقود تم توقيعها لتصريف تلك الكميات.
وفي سياق اَخر لفت المرزوق الى إن الكويت وسلطنة عمان ستوقعان عقد الشراكة في مصفاة الدقم بالسلطنة في العاشر من أبريل المقبل.
وتوقع الوزير بدء تشغيل مصفاة نفط تشيدها الكويت في فيتنام بالتعاون مع شركة التكرير اليابانية إيدميتسو كوسان في مايو والمصفاة جزء من منطقة صناعية واسعة هي أكبر مشروع اقتصادي في السلطنة ويهدف لتنويع مواردها الاقتصادية بدلا من الاعتماد على النفط. وتبلغ طاقة المصفاة 230 ألف برميل يوميا وتعتمد على مزيج من خامي عمان والكويت بالتساوي.
وستكون مصفاة نجي سون البالغة طاقتها 200 ألف برميل يوميا ثاني مصفاة في فيتنام.
وذكر أن نسبة التقدم في مشروع الوقود البيئي بلغت %84 بنهاية مارس الحالي وبلغ حجم المنصرف على المشروع 2.8 مليار دينار فيما يبلغ المتوقع صرفة خلال الفترة المتبقية من العام الحالي 1.2 مليار دينار ليبلغ إجمالي مصاريف المشروع 4 مليارات دينار.
وبين انه تم تشغيل الشبكة الكهربائية بالكامل لمشروع الوقود البيئي بالتعاون مع وزارة الكهرباء، موضحا أنه يتم في الوقت الحالي وضع اللمسات الأخيرة لمراحل تشغيل المشروع.
وفيما يتعلق بالتمويل الخارجي للمشروع قال المرزوق ان الشركة في المراحل الأخيرة لتوقيع العقد في حدود 2 مليار دينار.
وأوضح أن الكويت بالتعاون مع لجنة مراقبة انتاج النفط في منظمة أوبك تدرس حاليا تمديد الاتفاق خلال الشهر القادم للخروج بتوصية في هذا الشأن، مؤكدا أن الكويت تدعم اتفاقية تمديد تخفيض الإنتاج.
وأكد المرزوق أن لجنة المراقبة تعمل على مراقبة خفض الإنتاج وليس من شأنها دراسة تمديد الاتفاقية، وبالتالي تمديد اتفاقية خفض الإنتاج يخص المؤتمر الوزاري في 26 مايو المقبل، موضحا أنه يتم التنسيق حاليا بين الدول الـ 24 لإصدار التوصية.
وكشف المرزوق انه سوف تتوقف عن استيراد الغاز مع تشغيل مصفاة الزور. وذكر المرزوق انه بدأ حياته العملية في مصفاة الشعيبة عام 1982. من جهته أعلن الرئيس التنفيذي لشركة البترول الوطنية الكويتية الإيقاف النهائي لمصفاة الشعيبة اعتبارا من يوم الجمعة وذلك بناء على قرار من المجلس الأعلى للبترول.
وقال محمد غازي المطيري إن الإغلاق يأتي بعد أن أثبتت كل الدراسات «صعوبة تطوير المصفاة وعدم جدواها اقتصاديا».
وتعتبر مصفاة الشعيبة المملوكة لشركة البترول الوطنية هي الأقدم في الكويت حيث بدأت الإنتاج عام 1968 وقدرتها التكريرية 200 ألف برميل من النفط يوميا.
وأوضح المطيري أن مصفاة الزور ستكون بديلا لمصفاة الشعيبة في إنتاج المشتقات النفطية وزيت الوقود عالي الجودة وأنه سيجري استخدام مرافق التخزين والتصدير البحرية الخاصة بالشعيبة في مشروع الوقود البيئي.
وقال إن العاملين بالشعيبة سيتولون مهاما جديدة في المصافي الثلاث الأخرى بالكويت مصفاة ميناء عبدالله ومصفاة ميناء الأحمدي ومصفاة الزور مع احتفاظهم بكامل حقوقهم.
وتابع المطيري: ستبقى مصفاة الشعيبة جزءا كبيرا ومهما من إرث «البترول الوطنية»، وستؤرَّخ على أنها الانطلاقة الكبيرة لشركة البترول الوطنية الكويتية.
وهي مناسبة بقدر ما تشعرنا بالحزن، فإن ما يهوّن علينا في نفس الوقت هو مضينّا قدما في مشاريع استراتيجية عملاقة تعتبر الأكبر في تاريخ الكويت، وهما مشروع الوقود البيئي ومشروع بناء مصفاة الزور.
ومنذ تدشينها في أبريل من العام 1968، ومصفاة الشعيبة تسجل إنجازا تلو الآخر. حيث إنها كانت أول مصفاة في العالم تستخدم الهيدروجين في جميع عملياتها كما استخدمت تقنية التكسير الهيدروجيني في عملية تحويل النفط الثقيل إلى منتجات عالية الجودة ليتم تصديرها إلى الأسواق العالمية، وهو ما تحقق بعد شهر واحد من تشغيلها بتصدير أولى منتجاتها إلى اليابان.
وطبقت مصفاة الشعيبة أحدث أنواع التكنولوجيا المعروفة حينها مع التركيز على منتجات جديدة عالية القيمة، مثل النافثا والجازولين عالي الأوكتان ووقود الطائرات. كما وفرت المنتجات المطلوبة للسوق المحلية، مثل الديزل والجازولين.
ولقد مرت مصفاة الشعيبة بمحطات عديدة يشهد لها بالنجاح المتميز يصعب حصرها كلها، ولكننا نذكر على سبيل المثال زيادة الطاقة التكريرية الى 200 الف برميل وإنشاء الوحدة (61) لمعالجة الغازات الحمضية الناتجة من الحقول النفطية غرب الكويت التابعة لشركة نفط الكويت في حين كان يتم حرق الغاز قبل إنشاء هذه الوحدة ما يتسبب في تلوث البيئة. وكانت سباقة في إنشاء الوحدة (29) لاسترجاع غاز الشعلة في يناير عام 2002 ومعالجتها لاستعمالها كوقود في المصفاة بدلا من حرقها وخسارة قيمتها.
كما حصلت المصفاة على العديد من الشهادات والجوائز العالمية المرموقة.
نقلا عن زاوية