أعلنت كلية الزراعة في الجامعة الأميركية في بيروت عن تفشي عوارض غريبة في خلايا النحل في مختلف المناطق اللبنانية خلال الأشهر الماضية، تمثلت بنفوق أعداد كبيرة من النحل البالغ أمام مداخل الخلايا، في ظاهرة لم يعتد النحّالون عليها من قبل، حيث تصاب عاملات النحل البالغة بارتعاش في الجسم يبدو جلياً على أجنحتها، في حين تفقد هذه النحلات وبر الشعر الذي يغطي بطونها ويحصل تبدل في رائحتها التي تستمدها من الخلية فلا تتعرف عليها النحلات المدافعات التي تُعرف بحرس الخلية وتقوم بمهاجمتها وقتلها بأعداد كبيرة.
وقالت الجامعة إن العوارض المذكورة، وبعد إجراء الأبحاث اللازمة عليها والتي ما زالت مستمرة، تشير إلى إصابة الخلايا بفيروس شلل النحل الموجودة منه أنواع مختلفة والتي يمتد هامش تأثيرها ليصيب النحلات البالغة وكذلك الحضنة، كما تدل الأبحاث العلمية على وجود علاقة وثيقة بين تلك الفيروسات والإصابة بعنكبوت الفاروا المنتشر عالمياَ، وأيضا وجود علاقة بينها وبين ظاهرة اختفاء الخلايا العالمية.
ويظهر من الاطلاع على حالات الإصابة الأخيرة أن الفيروس المتعلق بها يفتك بالنحلات البالغة بشكل أساسي ويبقى بمنأى عن الحضنة، مما يساعد على تحديده، إلا أن أنماط عمل الفيروسات المعقدة والمتبدلة باستمرار تبقي هذه الإمكانية غير نهائية.
ورأى البيان ان العشوائية المتبعة في أساليب تربية النحل في لبنان، وما يعززها من حدود مفتوحة يسهل عبور الأوبئة من خلالها، وغياب خطط الإنتاج العلمية التي بقيت حبراً على ورق والإرشاد الصحيح للنحالين، تؤثر في جدوى المعالجات المتبعة.
يذكر أيضا أن عدداً من المشاهدات السابقة لطريقة تصرف النحلات البالغات في ساحل جبيل بالتحديد، أظهرت طرقاً "انتحارية" للنحل، تم ربطها مؤخراً في الولايات المتحدة بظاهرة اختفاء الخلايا. ودعا النحالون إلى التواصل مع كلية الزراعة عند رؤيتهم لعوارض مشابهة لتلك المشار إليها، لما يساعد ذلك في حصر حالات الإصابة وتحديد أنجع الوسائل لمكافحتها.