ساهم قرار توطين قطاع الاتصالات في السعودية بتوفير وظائف ذات مردود مادي مناسب للشباب السعوديين، وتنمية القوى العاملة الوطنية لتكون منتجة ومستقرة، وذلك تماشيا مع أهداف برنامج التحول الوطني 2020 المنبثق من رؤية السعودية 2030.
وتعرفت الجزيرة نت على بعض قصص نجاح الشباب السعوديين الذين دخلوا مجال العمل في قطاع الاتصالات بحرفية عالية بعد تلقي العديد من الدورات التدريبية في بيع وصيانة أجهزة الجوالات.
ومن بين الشباب السعوديين الذين حققوا نجاحا في هذا المجال، علي القحطاني الذي استقال من عمله بإحدى الشركات الخاصة إذ كان يعمل مبرمج شبكات، وبدأ بمشروعه الخاص في بيع وصيانة الجوال.
ويقول القحطاني إنه بعد تفكير واستشارة، قدم طلبا للحصول على تمويل من البنك السعودي للتسليف والادخار، لافتتاح متجر لبيع وصيانة الهواتف المحمولة.
وأضاف أنه بعد استكمال الإجراءات تمت الموافقة على بدء المشروع خلال شهر من تقديمه طلب الدعم "مما دعاه إلى الاستقالة من وظيفته التي عمل بها لمدة عام واحد للتفرغ للمشروع".
وتابع أنه بعد أسبوع من افتتاح المحل حصل على أرباح تفوق راتبه الذي كان يتقاضاه من عمله السابق، مما شجعه على قضاء أغلب وقته بالعمل لتوسيع نشاطه
وتنفرد الفتاة الجامعية الجوهرة القحطاني المتخصصة في الشبكات وأنظمة الاتصالات بتجربتها، إذ دفعها الإصرار للمضي قدما في مجال صيانة الجوالات، وبدأت عملها في ٢٠١٣ بتقديم خدمة صيانة الهواتف المحمولة عبر الإنترنت لتصبح اليوم صاحبة مؤسسة متخصصة.
وترى الجوهرة أن إقبال الشابات السعوديات على صيانة الجوالات جيد، وأن العائد المالي من عملها في هذا القطاع انعكس بشكل مرضٍ على اقتصاد أسرتها.
أما الشاب باني السبيعي فيقول إنه قصته في سوق الاتصالات بدأت منذ ٢٠٠٥، ثم عمل مستشارا لبرنامج التوطين مع الجهات الشريكة من الوزارات والهيئات.
وقال إنه يملك محلا لصيانة وبيع الجوالات، وفي ٢٠١٢ شرع في تدريب الشباب السعوديين على صيانة الجوالات حتى تجاوز عدد المتدربين معه أكثر من مئة شاب.
من جهته، يوضح المتحدث الرسمي لوزارة العمل والتنمية الاجتماعية السعودية خالد أبا الخيل أن قرار توطين قطاع الاتصالات في السعودية جاء باعتباره أحد أوجه تنظيم هذا النوع من الأنشطة للحد من سيطرة العمالة الوافدة.
وأضاف في حديث للجزيرة نت أنه بالتعاون مع الجهات الحكومية المشتركة في تطبيق قرار التوطين نسعى للتضييق على ممارسات التستر التجاري، وإتاحة فرصة العمل في مثل هذا النوع من الأنشطة الحيوية والمهمة للقوى الوطنية العاملة بدلا من العمالة الوافدة، ولا سيما أن سوق الجوالات من الأسواق الاقتصادية والحيوية المهمة ذات المرود المالي العالي.
وتابع أن هذا القطاع يعتبر من الأنشطة ذات الأرباح المرتفعة في ظل الثورة التقنية التي تشهدها السعودية على كافة الصعد، والاهتمام الذي استهوى الكثير من أبناء وبنات الوطن.
وقد التحق في سوق بيع وصيانة الجوالات منذ قرار توطينه قبل أكثر من ستة أشهر نحو 15 ألف مواطن بعد أن التحقوا ببرامج دعم التدريب والتأهيل التي قدمتها المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني بدعم من صندوق تنمية الموارد البشرية.
وشملت البرامج خدمة العملاء وإدارة المبيعات وأساسيات صيانة الجوال، وصيانة الجوالات المتقدمة، فضلا عن برامج الدعم المالية التي قدمت لهم من بنك التنمية الاجتماعية.
وتحرص الوزارة على تنظيم سوق العمل من خلال دعم التوطين عبر مسارات وبرامج متنوعة يأتي من بينها برنامج التوطين والتنمية الموجه الذي كانت بدايته توطين قطاع الاتصالات مرورا بتوطين المراكز التجارية في القصيم، إضافة إلى توطين أنشطة وقطاعات حيوية ومهمة أخرى.