دفعت الاوضاع الاقتصادية المتردّية وقلة فرص العمل في لبنان الشاب جهجاه حميّة للهجرة الى بلجيكا بحثا عن مستقبل افضل له ولعائلته. الا ان زوجته أنوار، لم تصدق عينيها وهي تشاهد نشرة الأخبار المسائية ، عندما تحدّثت المذيعة عن زوجها الذي أحرق نفسه في شوارع "بروكسل" في بلجيكا، لأنه لم يحصل على إقامة شرعية فيها بعد صبر وانتظار دام 7 سنوات.
وقد قامت بمحاولات عديدة من أجل اللحاق به للاطمئنان إليه والوقوف إلى جانبه في هذه الأيام الصعبة، وملازمته في المستشفى التي يرقد فيها لمعالجته من الحروق التي أصابت رأسه وجسده ويده اليمنى.
ونقلا عن موقع Lebanon Debate حسب مجلة سيدتي، تقول أنوار ان زوجها يرقد هناك في إحدى المستشفيات لتلقي العلاج اللازم بعدما أضرم النيران في جسده نتيجة اليأس الذي أصيب به لعدم منحه الإٌقامة الشرعية . علماً أن الدولة البلجيكية قامت بتعليمه عدّة لغات ومهن حتى يتمكّن من العيش من خلالها. وللأسف، كل هذه الأمور لم تشفع له بإعطائه الإقامة، فلم يجد وسيلة إلا أن أحرق جسده تعبيراً عن غضبه وسخطه من الظلم الذي لحق به.
وتضيف أنوار قائلة إنه من المعيب جداً أن تكتفي الدولة اللبنانية بمشاهدة النيران تلتهم جسد زوجها دون أي تدخل، وكأن ما يحصل هناك لا يعنيها لا من قريب أو بعيد، مشيرة الى ان الأمر أدى الى استنفار الدولة البلجيكية لفتح تحقيق حول ما حصل.
وأكّدت أنوار في حديثها وغصّة الحزن في صوتها ان زوجها هو واحد من آلاف اللبنانيين الذين هاجروا، وتركوا عائلاتهم مجبرين سعياً وراء لقمة العيش، فكيف لرجل متزوّج ولديه عائلة أن يتمكّن من العيش بكرامته في ظل هذه الظروف السلبية في لبنان؟
وتشير أنوار في حديثها إلى أن جهجاه لم يوفّر طوال السنوات التي قضاها في بروكسل عملاً إلا وجرّبه، ولكن هذا كله لم يمكّنه من تأمين لقمة العيش لأولاده، وكان يعد نفسه دائماً بأن عائلته سوف تلحق به بعد حصوله على الإقامة ، ولكن للأسف ما حصل كان عكس ذلك تماماً.
وعن موقف عائلة جهجاه مما جرى له، تقول أنوار بأنه قبيل سفره، حصلت خلافات كثيرة بينه وبين أفراد عائلته وعائلات أخرى في القرية نفسها، وهذا ما دفعه إلى السفر بطريقة غير شرعية منذ 7 سنوات إلى بلجيكا وطلب اللجوء فيها.
ولهذه الغاية، أوكل محامياً لإنجاز أوراقه وتمكين عائلته من اللحاق به، وكان يطلب من زوجته أكثر من مرة بيع حصته من الأراضي التي يملكها وإرسال الأموال إليه من أجل دفع التكاليف المطلوبة، وفي المقابل لم يكن يحصل سوى على وعود كاذبة.
الزوجة الحزينة لا تطالب حالياً سوى بضرورة سعي "وزارة الخارجية والمغتربين" إلى مساعدتها والسماح لها ولأولادها اللحاق بزوجها من أجل الإطمئنان إليه، خاصة وأن الاتصالات مقطوعة بينهم، باستثناء توفّر بعض المعلومات من جانب الأصدقاء المقيمين هناك".