ليس خفيٌ على أحد أن السِّيّاسة التّربويّة والمناهج الدِّراسيَّة الّتي كانت تُشكِّل عامل قُوَّة وَتَميُّز للبنان في السَّابق لم تَعد على المستوى المَطلوب وهي أحد أسباب البطالة. تَراجعَ لُبنان بِحَسَب المُنتدى الاقتصادي العالمي من المَرتبة 10 عالميّاً من حيثُ جودة النِّظام التّربوي في الفترة الممتدَّة بين سنة 2012-2013 إلى المرتبة 19 بين سنة 2015 - 2016.
المناهج الحاليَّة تُدَرِّس الجميع المواد عينها دون الأخذ بعين الإعتبار المواهب والقُدُرات التي تَختَلِف من طالب إلى آخَر مما يَحول دون تنمية روح الإبتكار والإبداع في أكثر من مجال. ففي فرنسا مثلاً، هُناك مدارس تَتْبع نظام البرامج المعدَّلة وبدوام مَرِن « classes à horaires aménagés » للطلّاب الَّذين لديهم مواهب معيَّنة لإعطائِهم الوقت الكافي والأولويَّة لتنمية هذه القُدُرات. إنّ المناهج الحاليَّة والثَّقافة المُستَشرية تقلِّل من أهمية الرِّياضة والفُنون على مختلف أنواعها، بالوقت الّتي تُساهم بنمو إقتصاديّات بُلدان عديدة وترفع شأنها وتزيد من شُهرتها. فالرِّياضة في أوروبا توفِّر وَظائف ل4.5 مليون شخص و حُصَّتها من النّاتِج المحلّي مع القِطاعات التي تتأثَّر بها تُشَكِّل ضُعْفَيْ القِطاع الزِّراعي تقريباً.كيف نُحَضِّر لإقتصاد المَعرِفة ولا يَعرِف الطَّالب عنه شيئاً قبل بلوغ الجامعة، في حين أنَّه جزءٌ من المناهج التربويَّة ويُدَرَّس منذ سنّ التّاسعة في بُلدان أُخرى لِيُهَيِّئوا يَد عامِلة ذات قُدُرات تنافُسِيَّة على الصّعيد العالمي. أين مكانSteve Jobs في البرامج التربَّويَّة الُّلبنانيَّة؟ الكلّ يَعلم أنَّ إقتصاد المعرفة هو المستقبل ويوَفِّر العديد من الوظائف في حين أنّ المَناهِج الحاليَّة في بلدنا تُدرِّسُ و تُخَرِّج أعداد لا تُحصى من الخرّيجيّن ذَوي الإختِصاص الواحد فكيف لا تَزدادُ البَطالة؟
بكالوريا رقمي
آن الأوان لإدراج بكالوريا رقمي تَحضيراً لإقتصاد المَعرِفَة، والعَمَل على تغيير الثّقافة والذّهنيَّة الرَّائجة بين الأهل التي تُقَلِّلُ من شأن الرِّياضة والفنون كما من أهميَّة التَّعليم التِّقني، وُصولاً إلى وَضع إستراتيجيَّة تربويَّة جديدة تؤسِّس لإقتصاد لبناني قويّ.
جهاد الحكيّم إستراتيجي في أسواق البورصة العالميّة - استاذ جامعي محاضر