يستهلّ اليوم الرئيس سعد الحريري مشاوراته بجولة يقوم بها على رؤساء الحكومات السابقين، لاستمزاج آرائهم حول مهمة تشكيل حكومته، على أن يستكمل مشاوراته مع كتل وأعضاء المجلس النيابي الجديد الإثنين وليوم واحد في ساحة النجمة للوقوف على تطلعاتهم إزاء التشكيلة الحكومية المُرتقبة.
ويبدأ الرئيس المكلّف زياراته التقليدية عند الثالثة من بعد ظهر اليوم فيزور تباعًا الرئيس سليم الحص، فالرئيس نجيب ميقاتي، ثم الرئيس فؤاد السنيورة والرئيس تمام سلام.
وحسب صحف محلية، يجري الآن جدولة المواعيد للنواب والكتل الذين تشملهم المشاورات، وان تأخيرها من السبت إلى الاثنين المقبل، هو بسبب كون يوم السبت يوم عطلة.
من المتوقع أن يتم تشكيل الحكومة العتيدة بسرعة، ويظهر ذلك من خلال تصريحات المسؤولين اللبنانيين، وقد بدت حلقات التوافق بين بعبدا وعين التينة والسراي الحكومي مترابطة ووثيقة، بدليل ما أنتجته من انتخاب رئيس مجلس النواب نبيه بري ثم تكليف الرئيس الحريري بتشكيل الحكومة، وهذا ما عبّر عنه الرئيس بري بعد اذاعة بيان التكليف بالقول: «الرئيس الحريري نال ١١١ صوتاً وهناك ضرورة للاسراع في تأليف الحكومة».
وقد تقاطع كلام رئيس المجلس مع كلام الرئيس الحريري الذي أعلن أن «الحكومة المقبلة ستكون توافقية على غرار الحكومة التي رأستها»، مشيراً الى أنها «مدعوة لمواصلة تثبيت الاستقرار وتعزيز مؤسسات الدولة والنهوض بالاقتصاد». وقال: «أمد يدي الى جميع المكونات السياسية في بلدنا للعمل سوياً على تحقيق ما يتطلع اليه اللبنانيون».
ووفي أول تعليق له على تكليفه، رسم الحريري في تصريح لـصحيفة «الشرق الأوسط» أولويات حكومته المقبلة، معتبراً أنه «سيكون أمام الحكومة المقبلة أولويات داهمة أهمها حماية لبنان في وجه مخاطر إقليمية نراقبها جميعاً، والوضع الاقتصادي، وأزمة النزوح السوري». وأوضح أن «من الأولويات أيضاً تأكيد سياسة النأي بالنفس وعدم التدخل في شؤون الأشقاء العرب وحفظ أفضل العلاقات معهم».
وأشارت مصادر مطلعة لـصحيفة «المستقبل» الى أن «كلام الرئيسين بري والحريري يعني أن الجميع لديهم الرغبة في تسريع عملية التأليف وعدم العرقلة وعدم استبعاد أي فريق أو مكون سياسي في البلد، لكن من دون أن ندخل في تحديد مدة محددة لانجاز التأليف لأن الجميع سيبذل ما بوسعه».
وفي هذا الاطار توقعت مصادر سياسية مطلعة لـصحيفة "اللواء" ان يسير ملف تشكيل الحكومة مثل "كرجة مي" إذا بقيت الأجواء الإيجابية مسيطرة، ولفتت إلى ان شكل الحكومة بدا مبتوتًا به أي حكومة موسعة، وان الرئيس المكلف راغب في ان تضم معظم القوى السياسية، لكن الأمر منوط بكيفية التعاون معه لتسهيل التأليف وعدم وضع شروط معينة تقيد حركته.
وأعربت المصادر نفسها عن اعتقادها ان تمثيل الجميع في الحكومة لتكون حكومة وحدة وطنية يعني ان المطالب لا بدّ من التعامل معها بدقة. وقالت إن المهلة الزمنية للتأليف ستكون قصيرة وقد لا تتجاوز حلول عيد الفطر السعيد، لتكون الحكومة قد تشكلت، وربما نالت الثقة، خصوصًا بعدما أشارت أوساط رئاسية مقربة من بعبدا أن لا وقت للإضاعة، ولا بدّ من مواجهة التحديات الإقليمية والدولية بتجاوب الكتل وتجاوز مطبات التأليف والمطالب غير الواقعية.
www.almustaqbal.org